وكان وحيد أبيه عبد الله بن علي الحصين، وليس ذلك فحسب، بل كان والده كثير الغياب مع تجار الإبل من عقيل وغيرهم، فكانت أمه سبيكة من آل أبو عليان أمراء بريدة السابقين هي التي تتولى تربية الأولاد، وهما علي وأخت له أكبر منه، أما وكيل الصرف على البيت فهو سليمان بن عبد الكريم البداح وكله عبد الله الحصين على ذلك.
وكان الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم جارًا لهم في البيت، فكان يلاحظ علي الحصيِّن ويأمره بالحضور إلى المدرسة للتعلم وقضاء الوقت بعد أن انتهى من السنوات الموجودة في المدرسة، وكنت مثله قد أكملت سنوات الدراسة في المدرسة، ثم انقطعت عنها ولكن استمرت صلتنا بل توطدت حينما صرنا نشترك معًا في طلب العلم على شيخنا العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله وجزاه عنا خيرًا، وكان عينني (قيمًا لمكتبة جامع بريدة) فكان الأستاذ علي الحصين يقضي جُلَّ وقته معنا في المكتبة، ولم يكن له أي مورد مالي من المدرسة ولا من المكتبة ولا من غيرها، وإنما كان والده يضع نقوده عند سليمان بن عبد الكريم البداح وهو صديق له صاحب دكان في أسفل سوق بريدة الرئيسي، فكان إذا غاب أنفق سليمان مما يضعه عنده من النقود على علي الحصين وأخته وهما مع أمهما كل الأسرة آنذاك.
أما أنا فإن لي راتبًا من وظيفتي في المكتبة هو ٤٠ ريالًا في الشهر و ٦ ريالات أول الأمر ثم صار للأستاذ علي الحصين أربعة ريالات شهريًا من قبل الشيخ عبد الله بن حميد، وهذه الريالات القليلة مما خصصه الملك عبد العزيز لطلبة العلم آنذاك على يد الشيخ عبد الله بن حميد.
وكان علي الحصين ذكيًّا لبقًا قليل النظير في طلبة العلم آنذاك، لذا صار صديقي الوحيد وصرت له كذلك، وكنا بدأنا دراسة كتب الأدب والإطلاع على المجلات الأدبية فاشتركنا في مجلة المنهل التي تصدر في مكة المكرمة باسمنا