للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أن هذا لا يمنع من أنني أسجل الشعر الفصيح إذا وجد، حتى وإن لم يكن على المستوى الذي أعتقد أنه يجب أن يكون الشعر الجيد عليه.

فلو لم يكن في تسجيل مثل هذه الأشعار إلَّا بيان حالة الشعر في تلك الفترة على ألسنة أولئك القوم الذين أترجم لهم لكان ذلك مبررًا كافيًا.

على أن الذي أبعدت نفسي عنه، وأرجو أن أبرأها لدى القارئ منه هو أنني لا أستمع إلى القول فأتبع أسوأه، فلا أترك الجيد وأختار الردئ بل العكس هو الصحيح إلَّا عندما يكون شعر شاعر كله من النوع الذي أعتبره رديئًا فإنني أختار الرد على الأردأ مضطرًا.

أما ترتيب الأسر المتماثلة الأسماء فإنني لا اتبع فيه طريقة معينة، فليس التقديم بالأفضلية بالنسب أي لمجرد كون الأسرة محفوظة النسب إلى قبيلة عربية يثبت لها في حد ذاته وبدون أية مزية أخرى التقديم على غيرها في الذكر.

فإذا ذكرت - مثلًا - أسرة وتكلمت عليها ثم ذكرت بعدها أسرة أخرى تماثلها في التسمية - وقلت عنها: أسرة أخرى فإنه ليس معنى هذا أنها أقل قدرًا من الأولى عندي أو عند من نقلت عنه خبرها، وإنما ذلك يكون لأحد أمرين هما: كوني بدأت بكتابة الأسرة الأولى قبل كتابة الأسرة الثانية والثالثة، إن وجدت، أو لكون الأسرة الأولى أكبر شهرة، أو أكثر عددًا في الأفراد، وإنما قولي عن التي تليها أسرة أخرى فهو لبيان التمييز بين الأسرتين من ناحية، ولكي استغني عن ضبط هذا الاسم المماثل وتكرر شرح اشتقاقه من ناحية أخرى.

وكذلك ما يتعلق بالأسر الأخرى التي تكون من بلدين أو أكثر من بلدين ويجمع بينها اسم واحد، فإذا كانت هناك أسرة تسمى مثلًا (الغانم) في بلد أو قرية، وأخرى تسمى بالاسم نفسه في بريدة - مثلًا - وثالثة في قرية أخرى .. الخ، فإنني لا ألتزم بذكر التي من بريدة أولًا على اعتبار أن بريدة أكبر من