للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آليًا، تشد أزري العادة، ويشترك، ... (١).

أرضًا اقشعر جلدها، وعمها الأوار، واشتاقت إلى النار، أرضًا لم تنافق فتستر ظاهرها ولو بقليل من الطحلب والثيل بل صرحت بخلوها من الخضرة التي أنعم بها الله، أرضًا قد انقسمت إلى مرتفعات ومنخفضات وشلالات تجري خلالها الأعاصير السوداء، والنُكب الهوجاء في آن بعد آن، وتتجاوب في أرجائها الجنادب والأنبة، أرضًا تكاد أمعاؤنا تتقطع من تضاريسها، وأحذيتنا توشك أن تنتقل إلى جبلتها من نباتها الشائك.

إن هذا - يا صديقي - هو الوصف الحقيقي لـ .... ، ومن طريق التمثيل بالمشاهدات فمثل ما تقول (وهطان) لو قد مسخت واديًا من أودية تنساب في أرجائه الديدان، وتتموج في شعابه الخنافس والجعلان، أو عكرشة في عدد النخلات فقط إذا حلف سلطان مسلط ألَّا يبقى فيها غير تسع نخلات.

أنا يا صديقي - لا أحب وصف الشيء على حقيقته إذا كانت مؤلمة ولكني صورتها هنا لتتصور مدى تأثيرها في نفس محبك هذا مع التقصير في التعبير اللازم للكتعاء مثلي.

في مأدبة الغداء:

أول ما حططنا رحالنا في صالون الاستقبال أديرت من جانب الفلاحين كؤوس القهوة والشاي الصباحية ثم وضعت سفرة الطعام وهي تقوم مقام السماط عند أهل اللغة وتربع في وسطها - مع أنه ملعون من جلس وسط الحلقة، ولذلك لم تأخذنا والفلاحين بها رأفة في دين بطوننا - صينية كبيرة فيها جريش أبيض لا يخالطه أي لون آخر وفي قمته قدح من سمن البقر، مكثنا


(١) سقطت قطعة صغيرة من الرسالة فيها الكلام على الذهاب إلى أرض في الجنوب الغربي من الرياض، وهذه بعض صفاتها.