ردحًا من الزمن نرمي شيطان عقبة التعب والمشي والجوع بسبع فسبع إلى أن أكملنا السبعين ولم نشأ التعجل بيومين - بفكوك ريق فقط - بل آثرنا التأخر ومع كل حصاة الله أكبر ولله الحمد إرضاء لهم، وأغضابًا لاكرشنا التي لم تشكر نعم الله لما توالت عليها تحقر النعمة الصغيرة عند التي أكبر منها ولا ترى الكبيرة لها قدرًا، اللهم غفرًا، فإننا قد جنينا على أنفسنا وأنت الحليم، اللهم لا توأخذنا بما فعل السفهاء منا (معدنا والسنتنا).
عدنا من ( .... ) والشمس ضاحية متعالية، واتون الرمضاء القاتم قد اشتعل والمسافة تستغرق ثلث ساعة أو زهاءها والصداع قد اشتد على كاتب السطور ...
وبعد كلال وتعب حسًا ومعنى، وصلنا الرياض وصلنا الدار، على تلك الحالة على ما بي من صداع في راسي، وفتور في جميع أعضائي وأحاسيس مختلفة عنك يا صديقي، هل وصلك كتابي فيكون التقصير منك إذ لم ترسل لي جوابا وأكون قد أقمت عليك الحجة الأخوية، وخرجت أنا من عهدة المقاطعة، وقد أيست من الشفاء الناجز الشامل لما بي من أدواء مختلفة قد تحالفت وتظاهرت علي في ذلك اليوم العصيب، فأنا محتاج بالطبع إلى شتى الأشفية الحسية والمعنوية لتخفيف أوصا بي وذلك متعذر لكثرتها وصعوبتها، أو لترياق شاف منها أجمع ذلك بأجر المقدم لا في أساطير الأولين ...
بينا أنا على تلك الحالة إذا بالسكيتي قد أقبل عليَّ يمشي رويدًا كأنما يختل صيدًا - إنه لذلك يتلطف لي لئلا يهجم السرور عليّ فأموت فرحًا يحمل علي بنانه شيئًا أبيض ناصعًا انتعش له ذهني وتزلزلت جيوش الهموم عن ساحة فكري، ودبت روح الحياة والانبساط في قلبي وانفسح حتى لكأنما يمشي في أركانه وغشاه سواد عيني حتى ستره من جميع جهاته الست.
هذا كتاب، إنه والله من صديقي علي، بعدما لاح لي وتبينته أجلته عن