ولم يكن يستطيع أن يذهب في المطر لأن معالم الطريق كلها قد اختفت في المطر وظلام السحب.
وعند بزوغ الفجر سألهم عن اتجاه بيت الأمير سند الحصيني ولما وصله وجد ما كان يصبو إليه من يكون في مثل حالته تلك من نار كبيرة تتأجج ودلال مليئة بالقهوة.
قالوا فأسرع الحصيني يأخذ ثيابه وثياب مرافقيه لأهله فغسلوا ما علق بها من الطين ونشفوها على النار ثم كان الطعام الحار.
قالوا: وقد أفضى الملك عبد العزيز لسند الحصيني بأشياء ربما لا تقال الأمثاله في الأحوال الطبيعية.
من ذلك أن (سند الحصيني) قال: يا طويل العمر حنا في مكاننا هذا من الشقة على طريق الذاهب لبريدة والآيب منها، ولذلك يشق علينا أن نقاتل أحدًا لأن مكاننا مكشوف، فقال الملك عبد العزيز: الذي تبغون تقاتلونه إذا قاتلكم قاتلوه وإلا فاستعملوا السياسة، وكانت الإشارة كلها لابن رشيد وأعوانه من أهل حائل.
أما الواقعة الثانية فكانت في عام ١٣٤٠ هـ بعد فتح حائل ذكرها الأستاذ ناصر العمري بقوله:
عندما عاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من حائل عام ١٣٤٠ هـ بعد فتحها مر بطريقه إلى بريدة باهل قصيباء فأكرمه ومن معه أميرها، ثم انتقل منها إلى الشقة السفلى، فأكرمه أميرها (سند الحصيني) وهو رجل يعمل في التجارة بالإضافة إلى عمله أميرًا للشقة السفلى، والإكرام يتمثل في مائدة عشاء له ولمن معه، وبعد تناول الملك عبد العزيز ومن معه طعام العشاء قبل المغرب لاحظ الملك وجود فقراء في طريقه وكان في حوزته كيس فيه أربعمائة روبية هندية فأمر بإحضاره وتناوله بيده وسلمه لسند الحصيني وقال له: هذا لهؤلاء الفقراء وزعه عليهم الرجال والنساء، أما أنت فالحق بي في