وماذا تفعل لبني فلان الذي ينتسبون إلى بني فلان ويعرف ذوو النظر أن نسبتهم تلك غير صحيحة؟
حتى بالنسبة إلى الأسر المحفوظة الأنساب والتي لم يتكلم متكلم في أنسابها ولكن الأخبار المؤكدة والتفصيلات التي تبين أنسابهم غير معروفة لأنهم لم يكونوا يهتمون بذلك، لغلبة الأمية عليهم، أو لعدم وجود مؤرخ في منطقتهم وهو أمر كان هو الأصل الغالب في هذه المنطقة.
وبعضهم يسأل أسئلة كثيرة من هذا القبيل، أو ما كان قريبًا منه.
فأجيبهم: بأن هذا الكتاب ليس كتاب أنساب يركز بحثه على أنساب الناس وبخاصة من كانوا ذوي أنساب عربية محفوظة.
وإنما هو كتاب في أحوال الأسر القصيمية وذكر الأنساب فيها على اعتبار أنها من المعلومات عن تلك الأسر.
لذلك تجدني لا أجد صعوبة حينما أمر بذكر أسرة ليس لها نسب محفوظ إلى قبيلة عربية أو بذكر أسرة لها نسب معروف لغير العرب، أو بذكر أسرة تزعم لنفسها نسبًا في القبائل العربية والعارفون بالأمر لا يقرونها على ذلك.
فالأمر في هذا الموضوع مثل الأمور الأخرى المتعلقة بأحوال الأسر، ما وصل إليَّ منها أثبته، وما لم أعرفه ضربت صفحًا عنه.
إلَّا ما كان من قبيل المثالب والعيوب فإنني لا أتبعه ولو بلغني، فكتب المثالب والمعائب كانت موجودة في القديم، ونقل عنها المؤرخون والكاتبون في التراجم إبان ازدهار الحضارة العربية في العصر العباسي، ولكن لو كان لنا من الأمر شيء من تلك الأمور في سالف العصور لما تركناهم يكتبون مثل ذلك، لأنه تبين من الدراسة أن بعض المعائب والمثالب إنما هي تشنيع وتجريح ليس منه شيء صحيح، وحتى لو كان صحيحًا، فإن ذكر الصحيح من المزايا والمناقب يكفي عنه، وهو أصلح إلى أن يكون بديلًا منه.