ذكرته، فأخبرني أنه لا يوجد لديهم من ذلك شيء، ولا أشك بأن السبب هو أن الناس حتى طلبة العلم لم يكونوا يبالون بمثل هذه الأمور.
كان الشيخ علي بن سليمان الحميد شديدًا، في فرض العقوبة على الذين يخالفون الأوامر الشرعية كالذي يفتح دكانه في وقت الصلاة، وكالمرأة التي تظهر إلى السوق بلباس متبرج، ومن ذلك عقوبة من لا يحضرون صلاة الفجر مع الجماعة أي أنهم لا يصلون الفجر جماعة، وكان من أولئك عدد من طلاب معهدنا لأنهم شبان بعضهم غرباء لا يسكنون مع أهلهم، لذلك ربما غلبهم النوم، فكان إمام المسجد القريب من بيوتهم إذا عدهم مع الجماعة في صلاة الفجر والعدد للصلاة في الفجر هو أن ينادي مؤذن المسجد على جماعة المسجد واحدًا واحدًا، كل منهم باسمه فيقول: فلان بن فلان فإن قال: نعم، أو خير، أو حاضر، عرف أنه قد حضر صلاة الجماعة، لأن المساجد لم تكن فيها أنوار في الفصول الثلاثة التي هي غير فصل الشتاء حيث يكون في المسجد سراج.
ومن لم يجب النداء عرف أنه لم يصل، فيعظه إمام المسجد أو مؤذنه عن عدم العودة إلى التخلف عن صلاة الجماعة في الفجر، فإن عاد أخذ شماغه وهو غطاء رأسه.
وعندما تطورت الأمور وصار أخذ الشماغ لا يعد عقوبة فعالة صار أئمة المساجد يرفعون بأسماء المتخلفين عن صلاة الفجر إلى رئيس هيئة الأمر بالمعروف فيحضرهم عنده ويكتب عليهم تعهدًا يوقعون عليه أنهم سوف يحضرون صلاة الجماعة في الفجر، لا يتخلفون عنها، ومن عادوا للتخلف كتب رئيس هيئة الأمر بالمعروف إلى الأمير بحبسه، وقد يصل الأمر بالمصرين على ترك الصلاة مع الجماعة إلى التأديب بالضرب.
وكان الشيخ علي بن سليمان الحميد في المسئولية في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من موقعه نائبًا للرئيس ثم لكونه الرئيس، فصار لا يتساهل ولا