من الطرائف أن شابًا من أسرة الحميدة هذه سمعت من أكثر من واحد أنه يسأل عن كيفية الاتصال بي، وأخيرًا كلمني بالهاتف، فقال: أنا فلان بن فلان الحميدة، فقلت له: ما اسم جدك؟ عسى أن أعرفه لأنني لا أعرفه، لأنه من الشبان إذا ذكروا أسماءهم مجردة لم أعرفهم، فذكر لي اسم والده وجده.
ثم قال: لدي مشكلة، أو قال مسألة أريد أن أسألك عنها وهي لماذا أهلنا اسمهم (الحميدة) على اسم امرأة ولم يسموا بالحميدي على اسم رجل؟
فذكرت له ما سبق، وأن السبب أن جدهم البعيد علي كان في عينه مرض وادعى أنها جيدة وأنه يرى فيها ما لا يراه غيره فقال له أهله وكان صبيًّا عندما فعل ذلك: لو عينك عين حميدة.
وصاروا يقولون: إيه يا عين حميده، ثم لقب (عين حميدة) وعلى مرور الأيام أسقطوا عين وبقي اللقب (الحميدة) وإلا فإن اسمه الحقيقي (علي).
فقال: لقد سألت أناسًا من العارفين من بني عليان عن ذلك فكلهم انتهرني وقال: هذا اسم لا نعرفه، ولا يعرفه إلَّا الأولين.
فقلت له: هو ما ذكرته أنه اسم امرأة والسبب الذي ذكرناه.
منهم أحمد بن عبد الله الحميدة ورد ذكره في وثيقة مؤرخة في العاشر من رمضان سنة ١٢٦٩ هـ.
وتتضمن هذه الورقة عملًا خيرًا قام به أحمد الحميدة المذكور، إذ اشتري من عبد الكريم الزايد النغيمشي نخلة شقراء من ملك النغيمشي الواقع في هميل الصباخ بثمن كثير في ذلك الوقت مما يدل على نفاسة هذه النخلة وعلى أن الشروط الذي اشترطها أحمد الحميدة على البائع كانت ثقيلة.
وهدف ابن حميده من شرائها أن يسبلها أي يوقفها بمعنى يجعلها وقفًا لله