للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان رحمه الله محبًا للخير عطوفًا على الفقراء ويتصدق كثيرًا ويوصي أولاده بالصدقة ويقول لهم: (عليكم بأم حجل لا أم رجل) يعني بأم حجل: هي المرأة التي تتعفف عن سؤال الناس ولا تخرج من بيتها كأنها مربوطة بحجل وهي السلسلة من حديد.

ويعني بأم رجل: هي المرأة التي تخرج وتطوف البيوت وتسأل الناس (١).

وقال الدكتور عبد الله الحنايا:

وكان منزل جدي عبارة عن قصر الإمارة والمحكمة والشرطة في آن واحد حيث أنه إذا أخطأ أحد من أهل القصيعة رفع أمره إلى الأمير (عبد الله الحنايا) ثم يطلبه عن طريق أحد رجالاته.

وكان المطوع الشيخ (محمد بن عبد الله التويجري) (٢) هو إمام المسجد الذي يصلي فيه الأمير وهو صديق خاص لجدي وكثيرًا ما يكون عنده في المنزل فيحكم على المخطئ عن طريق المطوع وينفذ الحكم في الحال.

وكان رحمه الله يسعي بين الناس بالإصلاح ويذهب إلى الوجهاء وكبار السن في وقته لأجل الإصلاح ويتعب في ذلك ولا يدّخر وسعًا.

بل كان يذهب إليهم مشيًا على قدميه لكي يكون ذلك أوقع في أنفسهم وأقرب للصلح (٣).

غير أن كثيرًا من الأمور تنتهي بالصلح بأن يدفع الأمير من ماله الخاص ما يرضي الطرفين أو يأخذ التعهد على المخطئ بعدم العودة (٤).


(١) نقلًا عن عبد الرحمن بن محمد الحنايا عن عبد الله بن عبد المحسن المطلق.
(٢) هو والد الشيخ صالح عضو محكمة التمييز بمكة المكرمة سابقًا ووالد عبد العزيز المستشار بوزارة المعارف سابقًا موجود حاليًا، ووالد عبد العزيز الموجود حاليًا.
(٣) نقلًا عن عمي عبد العزيز.
(٤) نقلًا عن والدي وعمي عبد العزيز.