ومن القصص التي تدل على شعوره بالمسؤولية واهتمامه بأرواح وأموال أهالي القصيعة.
كما يقول الدكتور الحنايا:
في إحدى السنين صار في الناس خوف وكثرت الاعتداءات على من يقومون بجمع العشب والرعي خارج المناطق المأهولة بالسكان ومراعي القصيعة هي في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة فأمر جدي أحد رجالاته بأن يكون حارسًا في المنفذ الجنوبي الغربي للبلدة ويبدأ دوامه من منتصف الليل وقت الخروج إلى المراعي بالقوة حتى يجتمع العدد المناسب الذي يصعب الاعتداء عليهم بالعادة ثم يسمح لهم بالخروج.
ومن عارض ذلك يرفع أمره إلى الأمير ثم يتخذ الأمير في حقه الإجراء اللازم، وبهذا التصرف الحكيم المسئول حافظ الأمير على أرواح وممتلكات الناس بعد توفيق الله (١).
ومن القصص التي تدل على حكمته ودرايته في الأمور أنه في سنة من السنين حج هو ونفر قليل من أبناءه ورجالاته وكان ممن رافقتهم () من أهل العريمضي وأخذ معه ذهبًا لكي يبعه في مكة ولم يخبر جدي ومن معه بذلك فلما أحرموا وكانوا على مقربة من مكة باتوا ولما أصبحوا وجد ما معه من ذهب قد سرق فأخبر جدي بالذي حصل فأمر جدي مرافقيه بأن لا يرتحلوا من مكانهم فلما كان قريب الظهر رأوا رجلين يدوران حولهم فقال جدي لمرافقيه ادعوهم إلى الطعام فنادوا عليهم.
قلت: هذا التصرف يوافق تمامًا النظرية الأمنية الحديثة التي تقول (إن المجرم لا بد وأن يدور حول مكان جريمته).
(١) من إفادة الدكتور الحنايا نقلًا عن عمه عبد العزيز.