للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه، فأقبل جميع أمراء القصيم ورؤسائه فقدموا عليه في الرياض وبايعوه كلهم على السمع والطاعة، وعزل محمد بن علي الشاعر عن إمارة بريدة، وجعل فيها مكانه عبد العزيز بن محمد بن عبد الله، ثم بعد ذلك بلغ تركي ما يريبه من محمد آل علي فأرسل إليه وجعله عنده في الرياض، وذلك أنه خاف على عبد العزيز منه، فلم يأذن له في العودة إلى بلده حتى قوي عبد العزيز وقويت شوكته فأذن له بالرجوع إليها (١).

وقال ابن عيسى:

في حوادث سنة ١٢٤٣ عزل تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، محمد آل علي بن عرفج عن إمارة بريدة، وجعل مكانه عبد العزيز آل محمد آل عبد الله بن حسن (٢).

أقول: (آل) هنا معناها ابن وليس اسم أسرة.

والذي بلغ الإمام (تركيًّا) مما يريب من محمد بن علي العرفج يتعلق بكونه يعمل على أخذ الإمارة من عبد العزيز بن محمد الذي عينه الإمام تركي، وأن يستعيد هو إمارة بريدة.

ولذلك استدعاه الإمام تركي إلى الرياض وأمره بالبقاء عنده هناك.

وهنا يتدخل الإخباريون حيث أحجم المؤرخون أو جهلوا فيما حدث لمحمد بن علي العرفج في الرياض وأنه صار ينظم القصائد لأنه شاعر غزلي ويراسل أنصاره في بريدة فخشي الإمام تركي منه.

قال الإخباريون: فعينه الإمام تركي أميرًا على الجوف لأن أهل الجوف في ذلك التاريخ كانوا بعيدين عن مراكز العلم والفقه في الدين، وكانوا بعيدين


(١) عنوان المجد، ج ٢، ص ٦٤.
(٢) خزانة التواريخ، ج ٩، ص ١٠٩.