أيضًا عن مركز الحكم في الرياض، وقد قتلوا قبل ذلك أميرًا كان مرسلًا إليهم من الرياض، فأراد الإمام تركي - كما يقولون - أن يرسل محمد بن علي العرفج أميرًا على الجوف عسى أن يقتله أهلها فيستريح أمير بريدة وبالتالي يستريح الإمام تركي منه.
وأرسل الإمام معه مرافقين من الرياض إلى الجوف، وأمرهم ألا يسمحوا له بالدخول إلى بريدة، حذرًا من أن يحصل ما لا تحمد عقباه بينه وبين أمير بريدة عبد العزيز بن محمد.
قالوا: فلما حاذى مدينة بريدة في ذهابه إلى الجوف ومنعه الذين معه، وهم رجال الإمام من دخولها نظم قصيدة رنانة في ذلك منها قوله:
لي ديرة صوت الضحى عن أو أقرب ... وأبعد من الأمصار شوفي خياله
دار بها: أشرب يا شريبي وأنا أشرب ... وأنا يتمنى شرب دمّي رجاله
يريد أن بريدة بلده مفتوحة لاستقبال الغرباء، وأنها الدار التي يقول لسان حال من يصل إليها من الغرباء:(اشرب با شريبي وأنا أشرب) والشريب هو الذي يشاركك في الشرب من موارد المياه في الصحراء، فلا يمنعك من ذلك، ولا يحتكر الماء لنفسه دونك.
قال، إلا أنا، فإن فيها رجالًا يتمنون شرب دمي، يريد أنهم يتمنون قتله، ويريد بذلك أميرها وبعض جماعتها.
قال الإخباريون: وصل محمد بن علي العرفج إلى الجوف وهو يعرف قصد الإمام تركي من إرساله إليها، فقال لهم:
اسمعوا يا أهل الجوف لا تظنون أني جاي لكم أبي أغصبكم على تعلم الدين، وأمنعكم من الغناء والطرب، خلوكم على ما أنتم عليه من ذلك، وأنا