وصرت كل واحد أضربه ضربة واحدة، وإذا هو ميت ولما قتلتهم جميعًا تذكرت أن لهم أم (لبوة) وداخلني الخوف وهربت إلى جو غويمض وأنا خايف جدًّا وكل ما تعبت صرت أنظر إلى خلفي ولما وصلت إلى الآبار لم أجد عليها أحدًا من الناس حيث إن الوقت صيف، وليس في هذا الجو أحد.
وجدت بير لصالح الحسن الحميد وهذه البير عليها اثلة وكنت أفكر أني أصعد إلى أعلى الأثلة ولم يرعني إلا والذئبة أم الجرا منصرمة علي ولم يكن لي فرصة حتى أصعد الأثلة، فرميت نفسي في وسط البير وصرت أعوم في هذه البير وصارت تحثو علي من التراب حتى أني خفت تنزل علي من شدة الغيظ، وصارت تهمهم وداخلني خوف شديد، ولما تعبت جعلتْ يدها تحت رأسها ونامت على حافة البير ومدت يدها حتى توريني أنها موجودة، وكانت الأثلة لها عروق متدليات إلى الماء والوقت عند غروب الشمس فقلت في نفسي هالحين أنا لا أنتظر أحد يخلصني من هذه اللبوة والليل وصل وأنا ميت إذا بقيت في هذه البير، وقمت وخرجت مع عروق الأثلة بهدؤ وأنا أقول في نفسي تنزل عليّ.
ولما قربت إليها كانت راقدة فجمعت كل قوتي ومسكت يدها الممدودة على حافة البير وبسرعة هائلة رميتها في أسفل البير وخرجت ولما وصلتِ الماء إذا هي تصعد أسرع من أنشط الرجال، وكان عندي حصى مثل رؤوس الجمال وصرت أخذ من الحصى وارسلها عليها حتى انكسرت إحدى يديها فرجعت إلى اسفل البير وصرت أرجمها حتى ماتت وأنا خالص لا أستطيع المشي من الخوف الذي ارتكبني والشمس قد غربت وأفكر في نفسي أن الذكر من الذئاب الذي هو أبو الذئاب الصغار، ربما يدركني ويقضي علي وذكرت موردًا في شعيب الظليم وصرت مرة أمشي ومرة أحبو ولما صار بعد العشاء وإذا أنا واصل المورد ووجدت عليه من جماعتي جماميل أعرفهم ويعرفونني لما وصلت إليهم اردت أن أسلم، وإذا أنا لا أستطيع الكلام لا قليل ولا كثير، وأخذوا يسألونني: ويش فيك يا محمد؟ ولم أرد عليهم كلام.