وقد سئل حبر الأمة وبحرها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رجل يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة، فقال هو في النار، فتردد عليه السائل شهرا ويقول هو في النار.
ومن المنكرات الظاهرة ما فشا وعمت به البلوى من اتخاذ آلات اللهو والمزامير، واستماعها والعكوف عليها، وهي مما استفز بها الشيطان بني آدم قال تعالى (واستفزز من استطعت منهم بصوتك)، فصاد بها الشيطان في هذه الأزمان خلقًا كثيرًا، وجمعًا غفيرًا، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فتجد من هي في بيته، ملازمًا لها هو ونساؤه وأولاده لا ينكر ذلك منهم منكر، فيا عظم عقوبة هذا المسكين، ويا شدة حسرته عند المعاينة.
وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله بعثني رحمة للعالمين، وأمرني ربي بمحق المعازف والمزامير، والأوثان والصليب، وأمر الجاهلية، وحلف ربي عز وجل بعزته أنه لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته من الصديد مثلها، ولا يتركها من مخافتي، إلا سقيته من حياض القدس).
ومن المنكرات التي فشت وانتشرت شرب المسكرات على اختلاف أنواعها، وهي أم الخبائث، ومفتاح كل شر، وسلابة للنعم، وجلابة للنقم، فكم سلبت من نعمة، وأحلت من نقمة، وجلبت من محنة، ومن أنواعها التتن الخبيث المضر على البدن والدين والمال، وضرره ظاهر، وفساده للمجتمع لا يعرفه إلا أهل البصائر، وإن أهله المولعين به يبذلون أعراضهم إذا فقدوه، ويحدث الأمراض الفتاكة كما هو معروف من علم الطب.