وقال الأستاذ: عبد العزيز بن حمود المشيقح: (كان الشيخ (الخريصي) إذا زار والدي، وجلس في المجلس، يأتي ومعه أولاده، فيستفتح المجلس بدعوتهم لقراءة القرآن واحدا بعد الآخر، ثم يفرغ بعد ذلك للحديث والطعام، وكان إذا أم الناس وصلي لا تكاد تسمع قراءته من البكاء والخشوع، وفي السنوات الأخيرة من عمره، كان يشغله بذكر الله والبكاء! ).
ومما يُروى عنه حبه للفقراء والمساكين، حدثني الأستاذ محمد المندرج قائلا:(كان الشيخ في بداية عمله بالقضاء، حين يتسلم راتبه، يشتري بمعظمه أطعمة يوزعها على المحتاجين من جيرانه)، ولا يأتيه رجل تحمَّل حمالة أو غرمًا أو فقير عاجز، أو مسكين بائس إلا كتب له، يحث الناس على مساعدته ومديد العون له، وكان مجرد توثيق الشيخ له كافيًا لكي يجعل الناس يسارعون إلى إعانته.
وحدثني الشيخ صالح بن محمد الصعنوني، قال: جاء رجل يشتكي أقاربه الذين حالوا بينه وبين الزواج من إحدى الأسر، فأحضرهم الشيخ وقال: إذا رفضتم هذه الأسرة، فأعينوه ليتزوج من غيرهم، وهذه مساهمة مني لزواجه، ودفع لهم جزءًا كبيرًا من مهره.
وقال حفيده الأستاذ محمد بن أحمد الخريصي، في كلمة بجريدة الجزيرة عدد ٨١٩٨: (كان يُقرب الفقراء والمساكين في مجلسه ويحبهم ويكرمهم غاية الإكرام ويكسوهم الملابس، ويُطعمهم الطعام، بفضل الله، كل يوم جمعة ويدعوهم لولائمه الخاصة دائما، بل إن مائدته اليومية يندر أن تخلو من عدة مساكين يتناولون الطعام معه جنبا إلى جنب، ويسأل عنهم إذا غابوا، ويزورهم في حال مرضهم، ويصرف على إعاشتهم بشكل شهري، ويشفع لذوي الحاجات عند الولاة، وبابه مفتوح يدخله الغني والفقير وطلبة العلم والزائرون من كل