بلد، فهو كما قال عنه الملك فيصل - رحمه الله لجلسائه:(إن هذا الرجل ليس هذا زمانه فالرجل من بقية السلف الصالح) .. انتهى.
وقال لي إبنه (سليمان): (كان والدي عند عزمه على الحج، يصحب معه كل قريب أو جار لم يسبق له الحج ليتم فرضه معه، وكان في سنين الحاجة، إذا اشترى كيس سكر أو أرز أو ربطة كبريت وزعها على المحتاجين، ولا يبقي للبيت سوى نصف ذلك .. ).
وكان رحمه الله يحرص على تزويج أبنائه وبناته منذ أن يتم لهم البلوغ، فقل أن يتجاوز الولد ستة عشر عاما إلا زوجه، ويقول (سليمان) قلت لوالدي: إن زواج البنت المبكر، ينتج عنه بعض المشاكل لصغر سنها، قال لي:(ما دامت هي عندي فقلبي على وجل)! بل إن والدي في صباي استدان (ديته) من أحد التجار ليزوجني وعمري ستة عشر عامًا، ولم أعلم بذلك إلا في كهولتي حين حدثني بذلك أحد أصدقاء والدي .. ! ! ).
وكان جُل وقته لقضاء مصالح الناس الشرعية، فبعد فترة الدوام الرسمي في رئاسة محاكم القصيم، وذهابه إلى منزله، يظل أصحاب الحاجات يراجعونه في منزله ومسجده، وربما لحقوه في مزرعته التي يستريح بها بعض الأيام بعيد العصر، وربما المغرب، وفي هؤلاء من يستفتيه ومن يسعى في حق عام، ومن يطلب شفاعته، أو ليُصدق على وثيقته أو ليكتب له ليستعين بالله ثم بإخوانه المسلمين لوفاء دينه .. ، وكان يستقبل أولئك كلهم بابتسامته المعهودة، وحلمه وسعة صدره ولا يضيق بأحد، ولهذا كان - رحمه الله - محبوبًا من كافة فئات المجتمع من الشيوخ والشباب، والعلماء وطلبة العلم، وفي أوساط الصناع والزراع والتجار وعامة الناس، ولم نعلم له مبغضًا أو ناقدًا، وكان لصفاء نفسه