ونقاء فطرته، يحسن الظن بالناس جميعًا، ويستجيب لدعوات الناس في منازلهم، ويحرص على مناسباتهم، ويعود المريض ويهنئ المسرور، ويعزي المصاب، وكنت ترى فيه شمائل العالم الصادق النزيه الذي يُخالط الناس، ويصبر على أذاهم، ويشاريهم ويبايعهم ويشاركهم حياتهم حلوها ومرها ... !
قال الأستاذ عبد الكريم الطويَّان:
وأذكر أنني زرته قبل بضع سنوات بعد صلاة العشاء في منزله المفتوح دائما للناس، وبينما نتحدث إذ دخل عليه أحد أعيان البلد، فتحدث معه عن حاجة بريدة إلى توسعة مسجد العيد الجنوبي ... لقد كان الشيخ (الخريصي) يسعى ويشفع لإنجاز كثير من المرافق الدينية العامة، ويقدم وساطته لأصحاب الحاجات وتُقبل شفاعته، وتُلبي طلباتهم، فكم سعي - رحمه الله - لتأسيس مقبرة أو تسويرها، أو لحضور خطة مسجد، وتحديد قبلته وذكر لي ابنه (سليمان) أن الشيخ (صالح) دخل على الملك فيصل رحمه الله - يعرض عليه إنشاء (مقبرة) لإحدى المدن ثم دخل عليه بعد ذلك شخص آخر في حاجة له، فقال لجلسائه: هذا الشيخ (الخريصي) جاء من بريدة، ليطلب تأسيس مقبرة، وذلك جاء لحاجة خاصة به .. ! !
وكان دائمًا في طليعة الاجتماعات العامة التي تعقدها جمعية البر الخيرية ببريدة، وجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالقصيم، وأحد المتحدثين في هذه الاجتماعات.
وإذا توفي أحد العلماء الكبار صلى عليه بنفسه وشيعه للمقبرة ولا زلت أذكر وفاة الشيخ صالح البليهي - رحمه الله - حين أم الشيخ (الخريصي) جموع المصلين عليه فبكى وأبكى الناس خلفه ... ! !