ولما سافر الشيخ عمر إلى الرياض عام ١٣٦٠ هـ وقد صحبه في سفره الشيخ عبد الله الرشيد خطيب الجامع الكبير ببريدة، خلف الشيخ عمر الشيخ صالح على إمامة الجامع والخطابة فيه، فامتثل الشيخ، ثم قال له الشيخ عمر وإذا جاءك خصوم فاقض بينهم.
يقول الوالد الشيخ صالح فخفت ورعبت وخشيت أن يغمي علي من الخوف والوجل، فقلت يا شيخ أعفني عن القضاء، فقال اسمع بارك الله فيك.
يقول الوالد الشيخ الخريصي، فخرجت وأنا لا أرى الشمس من الوجل، لأن القضاء شأنه عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين.
ثم ذهب الشيخ صالح إلى عبد العزيز الحمود المشيقح - رحمه الله - وكان من وجهاء بريدة ومعروفًا بمحبة العلم وأهله وإكرام العلماء فطلب منه الشيخ أن يشفع له عند الشيخ عمر ليعفيه من القضاء.
فقال عبد العزيز الحمود: لو استشارنا الشيخ عمر لأشرنا عليه أن يوليك القضاء نيابة عنه.
فامتثل الشيخ وقام بالقضاء والإمامة والخطابة بالجامع الكبير.
وجلس فيه للتعليم والتدريس فكثر عليه الطلاب وقرأ عليه من طلاب العلم الذين يقرءون على الشيخ عمر، وكان يحضر ويستمع لدرس الشيخ بعض وجهاء البلد، وكانت طريقة الشيخ في التدريس طريقة مشايخه، فإذا جلس في الحلقة، قال للطالب: سم أي أبدأ القراءة بالتسمية فيقرأ الطالب في الكتاب ما يتيسر من المسائل والأبواب ثم يقول له الشيخ بركة - أي بارك الله لك فيما قرأت.