حديث بعد قراءته له، ثم يقوم فيجلس في الحلقة مستقبل القبلة فيقرأ عليه الطلاب أولا في المتون تارة بزاد المستقنع أو آداب المشي إلى الصلاة وتارة في عمدة الأحكام أو بلوغ المرام، وتارة بالورقات في أصول الفقه، ثم بعد شرح الشيخ يقرأ كل طالب بكتابه، وبعد انتهاء هذه الجلسة يخرج الشيخ إلى بيته ومعه بعض طلابه لمشاركته في طعام العشاء لأن الشيخ كان يتعشى ذلك الوقت قبيل المغرب وهذا كان في حدود عام ١٣٧٥ هـ، ولما قيل لأحد طلاب الشيخ الملازمين لدروسه لماذا لا تقرأ إلا على الشيخ، فقال الشيخ صالح عنده فائدة ومائدة، وغيره ليس عنده إلا فائدة.
وكان بعد صلاة المغرب يجلس في المسجد فيقرأ عليه كل طالب وجهًا من القرآن حفظًا، ثم يقرءون عليه في علم الفرائض في الرحبية وتارة في النحو وغيرها من المتون.
ثم إذا أذن المؤذن للعشاء يقوم الشيخ فيجلس في المحراب مستقبلًا الجماعة المسجد فيقرأ عليه ثلاثة من كبار الطلبة في تفسير ابن كثير وفي البداية والنهاية، وفي كتاب في الوعظ أو في مختصر التبصرة لابن الجوزي أو لطائف المعارف لابن رجب أو في الترغيب والترهيب للمنذري رحمه الله.
ثم بعد صلاة العشاء يخرج الشيخ إلى بيته أو بيت بعض المحبين ومعه بعض طلاب العلم فيقرءون عليه في القرآن كل طالب يقرأ وجها ثم يختم أحد الطلبة هذا المجلس بكتاب متنوع.
ولما سأله أحد الطلاب وكان مبتدأ بماذا يقرأ فقال له الشيخ عليك بالمفتاح، عليك بكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهي مفتاح العلم النافع.