وكان يوصي بطلب العلم وكثرة القراءة ويقول القراءة نور للأشخاص ونور للمساجد ونور للبيوت وكانت حلقة الشيخ لطلب العلم واسعة وكانت مهيبة جدًّا ويظهر عليها أثر السكينة والخشوع كأن على رؤوس الجالسين الطير.
وكان الطالب بين يدي الشيخ متأدبًا متواضعًا جالسًا جلسة المتعلم بين يدي معلمه، فكان لا يتكلم ولا يتلفت ولا يتململ ولا يعبث وغالبًا أنه ما يقوم من الحلقة حتى ينتهي الدرس، وكان يحضر حلقة الشيخ عدد كثير من بين طالب ومستمع وقد يبلغون في بعض الأيام ما يقارب مائة وكان المستمع للدرس يجلس خلف الحلقة
ذكر شيء من صفاته وأخلاقه:
كان رحمه الله طويل القامة أبيض الوجه خفيف شعر اللحيين قوي الجسم قليل اللحم يعلوه بهاء العلم والطاعة والعبادة وكان على سمت السلف الصالح والرعيل الأول من رآه وشاهده فكأنما رأى رجلا من السلف المتقدمين ذا سمت حسن وعقل رزين.
وكان الشيخ حريصا على إتباع السنة في كل قول وعمل محافظا على السنن والمستحبات ويكره التساهل بها، وكان محافظا على وقته وأيام عمره وملازما للمسجد في غالب أوقاته، بل كان قلبه معلقًا في المسجد.
وكان يحب الطيب ويكثر منه في شماغه ولحيته ويحرص على البخور في مجالسه بل كان جيبه لا يخلو من كسر البخور وكان إذا لبس نعليه أو خفيه بدأ بالأيمن ثم الأيسر وإذا خلع بدأ بالأيسر ثم الأيمن وكذلك في ثيابه اقتداء بالسنة.
وكان لا يخوض في أمر الدنيا ولا يحب أن تذكر في مجلسه، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يسأل عما لا يخصه، وكان يتكدر إذا ذكرت عنده الغيبة أو النميمة أو احتقار الناس وينهى عن ذلك، وكان كثير الصمت من جالسه تعجب من قلة كلامه إلا فيما ينفعه أو ينفع إخوانه المسلمين.