للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحكام القضائية، وكان صابرًا على ما يحصل عليه من تطاول من بعض الخصوم عفوا عنهم، وكان الناس في الحاضرة والبادية يرغبون أن يتولى الشيخ صالح حل مشاكلهم والنظر في قضاياهم لاقتناعهم به وحرصه على إنجاز قضاياهم وتخليص معاملاتهم.

وكان الشيخ رحمه الله يحث القضاة على الصبر والاحتساب والتثبت والاجتهاد وتحري الحق والصواب واللجوء إلى الله في حل القضايا وفصل الخصومات.

وقد وجه بذلك نصيحة قيمة مفيدة لعموم القضاة فهي مطبوعة في عالم ١٣٨٢ هـ، وذكر بعض القضاة وفقه الله أنه لا يزال يقرأ هذه النصيحة المباركة ويكررها، وأنه قد انتفع بها واستفاد منها فائدة كبيرة.

وكان الشيخ رحمه الله مع قيامه بالقضاء والتدريس فهو إمام جامعه المعروف وسط البلد وقد أم فيه من عام ١٣٥٤ هـ حتى عام ١٤١١ هـ.

ذكر اتصاله بولاة الأمور:

كان رحمه الله يواصل زيارة الملوك والأمراء ويكرمهم ويقدرهم ويسمع ويطيع لهم بالمعروف ويكثر الدعاء لهم، وكان محبوبا لديهم لصدقه وإخلاصه ونصحه لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وكانت كلمته بحمد الله وشفاعته مقبولة، وكان في عيد الفطر والأضحى يزور الملك فيسلم عليه ويهنئه ويدعو له، وكان يقول له من فضل الله عليكم أنه يدعي لكم سرًّا وجهرًا علي المنابر، وكانوا يزورنه في بيته ويقيم لهم مأدبة تكريما لهم وقياما بحقهم، وكان كثيرًا ما يبذل لهم النصيحة سرًّا وجهرًا.