يصلي فأردت أن أقوم فعجزت أن أخرج رأسي من الغطاء من شدة البرد فتعجبت من همة الشيخ وقوة صبره في ذلك البرد الشديد.
وقد حدثت أيضا أحد زوجات الشيخ أنه في ليلة زواجه عليها قام فاحيا غالب الليل بالصلاة، تقول فتعجبت من هذه الصلاة وطول ركوعه وسجوده في ليلة عرسه، وكان رحمه الله غالبا ما يستيقظ في منتصف الليل، ففي الشتاء في الساعة السادسة غروبي أي ما يوافق الحادية عشر ونصف زوالي، فما يزال يتهجد إلى قبيل الفجر بساعة، وكان يجهر بقراءته في صلاة الليل.
وكان يطيل القيام في رمضان إذا دخلت العشر الأواخر فيقرأ بالركعة نصف جزء أو ما يقارب جزءا، وقد حدثني من صلى معه في وقت الشتاء أن الشيخ قرأ البقرة في ركعة وآل عمران في ركعة ثم سلم، ثم قرأ النساء في ركعة والمائدة في ركعة ثم سلم، ثم جعل يقرأ في كل ركعة سورة كاملة حتى قرأ عشر سور في عشر ركعات وحدث أيضا من صلى مع الشيخ في آخر ليلة من رمضان أن الشيخ في صلاة القيام ابتدأ بالقراءة من سورة الشعراء فختم بهم تلك الليلة.
وكان رحمه الله كثير البكاء والخشية الله.
وكان الشيخ مرة في قيام رمضان يقرأ سورة طه فلما بلغ قوله تعالى:(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلمًا) بكى بكاء عظيمًا فلم يستطع أن يواصل القراءة فتأخر وقدم من خلفه فأتم بهم الصلاة.
وكان رحمه الله يعود من أصابه مرض سواء كان في بيته أو في المستشفى ويدعو له بالشفاء والعافية ويضع يده عليه وتارة يرقيه، وكان حريصًا على الزيارة في الله فيزور أهل العلم والصلاح وكبار السن.
وكان رحمه الله يتبع جنازة الميت في بعض الأحيان ويحثو على القبر ثلاث مرات ويعزي أهل الميت في مصابهم ويبعث لهم طعاما، وكان يصلي على الجنازة