بريدة نزلوا عنده مثل عساف الحسين أمير الرس، وعبد الله بن عقيِّل، أمير قصر ابن عقيِّل ومنصور المهنا أمير قصيباء، حتى إن ابن مهنا أرسل ولديه (علي المنصور) وابنا لأخيه اسمه مهنا يدرسون في بريدة ويعيشون في بيت ابن خليفة.
ومن الطرائف في هذا الأمر أن ابن خليفة كان يعد في بيته في بعض الأحيان خروفًا حتى إذا جاءه ضيف من مثل هؤلاء ذبحه له وأكل منه بعد ذلك من لهم علاقة به وبعض الوجهاء من جيرانه.
وقد أراد بعض جيرانه المزح معه وعلى رأسهم محمد بن علي الطرباق الذي كان يبيع ويشتري بالإبل فأخذ ذلولًا من الإبل التي عنده، ووضع عليها شدادًا جيدًا فوقه زينة الرحل وهو الشداد على ظهر البعير، ولما كان في الضحى وابن خليفة في دكانه في أسفل سوق بريدة تلثم محمد الطرباق وهو راكب على الناقة وجعلها تبرك عند باب القهوة لابن خليفة وابن طرباق من جيران ابن خليفة بيته ملاصق لبيتنا مقابلًا لبيت ابن خليفة، وطرق الباب على أهل ابن خليفة وقال لهم افتحوا الباب أنا عساف الحسين - أمير الرس أبي أروح أسلم على الأمير أمير بريدة وأجي إذا صليت العصر.
ثم عقل الذلول بعد أن أدخل الشداد وما عليه من الرحل في بيت ابن خليفة، وكانت تلك عادة أهل القرى في ذلك الوقت أن يأتوا إلى بريدة على الإبل قبل أن يعرفوا السيارات.
فما كان من أهل بيت ابن خليفة إلَّا أن أرسلوا إليه في دكانه أن ابن عساف جاء، فأرسل صبيًّا عنده اسمه مسلم أعرفه إلى القصاب فذبح الذبيحة وجهز أهله ما يلزم لها من الجريش والإدام وكان ابن خليفة معروفًا بالإدام الطيب حتى إننا ونحن جيرانه كنا نأكل عيده الذي هو الطعام المعد في صباح العيد قبل غيره.