للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يتركون الكبيرة منها لا يقطعونها، بل يدعونها حتى يغلظ قشرها وييس، فيصبح صلبًا، فيأخذون ما بداخلها من اللب، ويستعملونها إناء للسمن والودك لأنه ليس فيها ما في الأواني النحاسية من أوساخ معدنية تؤثر على السمن، يقولون: إنه كان يؤذن في داخل تلك القرعة لئلا يسمعه أحد من الكفار أهل أمريكا فيقتله.

وبطبيعة الحال، هذا غير صحيح، وربما كان الذين اخترعوه قد سمعوا بقصيدة لابن خليفة هي وحيدة قالها - بالعامية طبعًا - لشدة تأثره بالغربة، وعدم وجود مسلم، بل عدم وجود مسلمين ظاهرين في نيويورك في تلك العصور ولا أحفظ منها الآن إلَّا عجز بيت هو:

في ديرة فيها الكنايس ترنّ

يريد أن أجراس الكنائس فيها لها رنين، دون أن تكون فيها مساجد يؤذن فيها بالشهادتين.

اشترى ابن خليفة بعد عودته بسنوات أرضًا مقابلة لبيتنا الذي بناه جدي عبد الرحمن العبودي، واشتراه والدي بعد موته من ورثته ثم اشتريته أنا بعد وفاة والدي فيه، ويقع في شمال بريدة القديمة إلى الشمال من مسجد ابن شريدة الذي صار يعرف بمسجد الصايغ لأن إبراهيم الصايغ أذن فيه نحوا من ستين سنة.

وقد بنى ابن خليفة بيتًا له في تلك الأرض يقع إلى الشمال مباشرة من مسجد ابن شريدة يفصل بينهما زقاق فقط فهو جارنا وأنا أعرف عنه بالمشاهدة كثيرًا.

وقد هدم هذا البيت مع بيوت مجاورة له من ضمن الخطة التي وضعتها بلدية بريدة لما كانت سمته بخلخلة الأحياء القديمة بمعنى توسعتها قليلًا حيث صارت تثمن عددًا من البيوت الملاصقة أو المقابلة للمساجد وتهدمها وتجعلها