ومنهم إبراهيم بن محمد الخلف مات عام ١٣٩٦ عن مائة وتسع سنوات وكان ممتعا بحواسه حتى مماته وهو من الرواة الثقات للأدب العامي والأخبار الشعبية.
وكان أستاذنا عبد الله بن إبراهيم السليم قد أخذه معه عندما عينه الملك عبد العزيز مديرا للمدرسة التذكارية التي كانت تسمى المدرسة الأهلية بالرياض، وكان يشغل قبل ذلك وظيفة (مدير مدرسة بريدة السعودية) التي كانت هي المدرسة الوحيدة في بريدة حتى عام ١٣٦٨ هـ.
وأما انتقاله منها إلى الرياض فإن ذلك كان في عام ١٣٦٧ هـ وقد أخذه معه لطيب حديثه وخفة روحه، والتزامه بالآداب المرعية بالإضافة إلى حسن كلامه ونقله وإنشاده للأشعار العالمية، المعاصرة في ذلك الوقت، وبخاصة أشعار أهل بريدة.
والواقع أن (إبراهيم الخلف) كان نادر المثيل في حفظه للأشعار العامية، وأخبار المعاصرين له، ولا أعرف أن أحدًا نقل ذلك عنه، ولذلك ضاع أكثره ما عدا ما ذكره الشيخ صالح العمري من أنه نقل بعض شعر محمد الصغير عن (إبراهيم الخلف) هذا وغيره.
وإبراهيم الخلف شاعر عامي يرسل إليه بعض الشعراء قصائدهم، منهم حمد بن فهد الصقعبي أرسل إليه هذه القصيدة:
يا راكب من عندنا فوق مذعور ... مثل النعامة جافلٍ من ظلاله
عليه غلام زاهي ركبة الكور ... متعود قطع الفيافي لحاله
يلفي القرم نازل باوسط الدور ... (أبوخليل) مسند اللي عني له
اشوف حظي يا السِّنافي بحادور ... تغطلس المجحود بأعمى ضلاله
ابصر لنا بالحال لا اموت مقهور ... حيثك فيهم لدقها والجلاله
لو شفت حالي قلت: يا خوي معذور ... دبرات ربي صابتن بالعماله