فسأتركك تعيش في عذاب الدنيا فقيرًا وأعمى هذا نتيجة الغدر بأخيك المسلم وتعريضه وماله لعقوبة الدولة (١).
وقال أيضًا:
ابتلي سكان بريدة وغيرها من بلدان نجد بالحروب الأهلية في عام ١٣٢٦ هـ. وغلاء الأسعار وفي الحروب الأهلية يتحمل الناس مصاريف الحروب يلزمون بها من قبل أمراء بلدانهم وأصيب الناس بحاجة إلى الطعام وسميت سنة ١٣٢٧ هـ سنة الجوع للضيق والحاجة إلى الطعام مع قلته وارتفاع ثمنه وقلة النقود بأيدي الناس.
وقد اعتاد سكان بريدة الأسفار إلى الكويت للتجارة شأنهم في ذلك كشأنهم مع البلدان العربية الأخرى، وسافر ركب من أهل بريدة يريدون الكويت للتجارة في عام ١٣٢٧ هـ ولما وصلوا إلى الشماسية لحق بهم عدد كبير من الرجال والصبيان لا يقل عددهم عن مائتي رجل وصبي وفهم المسافرون أن هؤلاء يريدون صحبتهم إلى الكويت، وكان هؤلاء يمشون على أقدامهم وليس معهم طعام لفقرهم، وهناك قال لهم محمد بن أحمد الرواف وعبد الرحمن بن محمد الخطاف ليس معنا لكم طعام يكفيكم إلى الكويت، وليس معنا إبل تحملكم ومن الأفضل أن تعودوا إلى بريدة ويُعطي كل واحد منكم ريالين، فأصر اللاحقون بهم على السفر ومصاحبتهم، وكان البعض من هؤلاء من بريدة، والبعض الآخر من قرى بريدة، ولما رأى ابن خطاف إصرارهم على مصاحبتهم مر بسوق الزلفي واشترى حملين من الطعام لإطعام هؤلاء المسافرين في الطريق واستمروا في سفرهم إلى الكويت.