فكان ينفق على الشاي والقهوة والسراج الذي فيها لأنه لم تكن هنالك كهرباء في ذلك الوقت، ثم أرسل الملك عبد العزيز إلى الشيخ عبد الله بن حميد مبلغًا نقديًا من المال أظنه ثلاثة آلاف ريال فرانسي، فوزع الشيخ أكثرها على طلبة العلم على هيئة مخصصات شهرية، وكان الذي يقوم بخزنها ثم إعطاء كل من طلبة العلم ما قرره له الشيخ هو فهد المزيد الخطاف.
وأذكر بالنسبة إليَّ أن فهد المزيد أعطاني بعد صلاة العشاء من ليلة من ليالي شهر ذي القعدة عام ١٣٦٣ هـ ستة ريالات فرانسة، وقال: هذي من الشيخ عبد الله يسلم عليك ويقول: تراها إن شاء الله مستمرة كل شهر وذلك أن الملك عبد العزيز كان أخبر الشيخ عبد الله بأنها سوف ترسل منه سنوية، وقد وزعها الشيخ ابن حميد على المشايخ وطلية العلم الذين يدرسون عنده من ١٢ ريالًا في الشهر وهو أعلاها وقد صرف للشيخ صالح بن أحمد الخريصي والشيخ عبد الله بن رشيد الفرج وأدناها ريالان.
أما أنا فإن نصيبي كان ستة ريالات، وذلك لصلتي بالشيخ عبد الله الخاصة لأنني كنت أقرأ عليه أحيانًا في بيته.
وحتى الآن لا أنسى أثر تلك النقود الضئيلة في ذلك الوقت، مع أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليّ بعد ذلك برواتب كثيرة ولدي دخول من هيئات ولجان ومداخيل من مؤلفاتي وكتبي، إلى جانب الربح الذي أحصل عليه من العقارات.
وقد توطدت صلة فهد المزيد الخطاف بالشيخ عبد الله بن حميد وازداد قربه منه حين أعفي من القضاء بناء على طلبه بسبب معروف للجميع حتى