كما صارا يرسلان البضائع إلى تلك البلدان لتباع عند أناس يعملون مثل ذلك العمل فيها.
وقد لبثا فترة في هذا العمل واشتهرا بالضبط فيه، حتى حدثني حمد بن طريف من أهل عنيزة المقيم في الرياض قال لبثت سنوات وأنا صاحب دكان في الرياض: أراسل فهد المزيد الخطاف ومحمد الحمود المشيقح أرسل إليهما بضائع من الرياض فيبيعونها لي ويرسلون إليَّ بضائع وأشياء إلى الرياض أبيعها لهم، وقد لبثت على هذه الحالة سنوات، وأنا لا أعرفهما شخصيًا ولو قابلاني ما عرفتهما.
قال: وطيلة هذه المدة لم ألاحظ عليهما إلا الأمانة والضبط ولم يكن بيننا أية مشكلة.
وفي هذه الأثناء كان فهد المزيد الخطاف قد قوي صلته بشيخنا العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي بريدة وكان بيته قريبًا من بيته إذْ كان يصلي معه في جامع بريدة الكبير.
وقد قربه الشيخ عبد الله منه حتى كان يضع عنده ما يكون لديه من نقود وبخاصة ما كان مخصصًا لطلبة العلم أو لصالح المسجد الجامع من نقود تعتبر الآن ضئيلة لكنها كانت في ذلك الزمان كثيرة.
وأذكر من ذلك أن شيخنا عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - كتب في عام ١٣٦٣ هـ إلى الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - يطلب منه أن يرسل نقودًا ينفق منها على مجلس الإخوان من طلبة العلم في مكتبة جامع بريدة المزمع إنشاؤها، وكنت بعد ذلك بسنة في وظيفة (قيم مكتبة جامع بريدة)