ولما قرب من الكويت ركب مطيته وسري ليلًا ودخل الكويت بعد صلاة الفجر ونزل بتاجر من أهل بريدة اسمه ناصر الجار الله وأعطاه الذهب الذي معه وأمره بأن يشتري له قماش الخام بثمن الذهب فصرف له الذهب واشترى له الخام ولما قضى حاجته خرج إلى السوق فسأله الناس عن تجارته فقال: جئت بالذهب وأريد شراء الخام وخلفي في الطريق عدد من التجار معهم الذهب ويريدون شراء الخام فنزل سعر الذهب وارتفع سعر الخام ولما وصل مرافقوه الذين لم يرعوا حق الرفقة في الطريق وجدوا الأسعار قد تغيرت عليهم، وكان في الكويت تاجر من أهل بلد رفقاء ابن خطاف فعرف اللعبة فسألهم عما صنعوه بابن خطاف قالوا تركناه على اللهابة، فقال لقد أخطأتم ابن خطاف رجل طيب غدرتم به فغدر بكم، وعكر عليكم صفو ماء السوق وأنتم أهل لما صنع بكم (١).
انتهى ما ذكره الأستاذ العمري.
من الخطاف: فهد بن مزيد الخطاف: كان من أوائل النجديين الذين سافروا إلى بومبي في الهند، ثم سكن في البحرين للبيع والشراء مثلما كان حاله في الهند، وإن كان في وقت ذهابه للهند صغير السن لم يتمول كثيرًا.
ثم اشترك مع محمد بن حمود العلي المشيقح في تجارة وفتحا محلًا مشتركًا، وصارا يبيعان ويشتريان ويرسل إليهما الناس في المدن الأخرى في المملكة والبلدان المجاورة كالكويت والبحرين البضائع للبيع وتصفيتها فيفعلان ذلك مقابل عمولة محددة عرفًا.