للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استحييت أن أركب خلف من هو أكبر مني سنًّا فلجأت إلى الحيلة في الحصول على ناقة غيرها أركبها وأنهي المهمة، وناب عن أخيه وحفظ دم وجه شريكهـ وعاد سالمًا دون أن يمسه أذي بعدما اشترك في الحرب (١).

وقال:

من عادة العرب حاضرة وبادية إكرام الرفيق في السفر، وقد سافر عبد الرحمن بن محمد الخطاف من بريدة إلى الكويت مع مسافرين ليسوا من أهل القصيم، وكان معه خمسة عشر بعيرًا، ولاحظ أن المسافرين معه قد استعدوا لموارد المياه بالحبال والدلي، وما يحتاجون إليه للحصول على الماء وسقيا إبلهم، فلم يستعد هو بما يحتاجه الموارد المياه لسقيا إبله والتزود بالماء ظنًّا منه أن رفقاءه يتركون له حاجته لكن رفقاءه أدركوا أنه تاجر وأنه ذاهب إلى الكويت للغرض الذي ذهبوا هم من أجله وهو بيع الذهب في الكويت وشراء الخام وهو نوع رديء من القماش كاسمه خام فأرادوا تعطيله في الطريق لكي يصلوا إلى الكويت قبله ويقضوا حوائجهم بالبيع والشراء فلا يكون لهم منافس، ولما وصلوا إلى مورد اللهابة اسقوا إبلهم وتزودوا بالماء وتركوه على الماء دون أن يتعاونوا معه ورحلوا وخلفوه على الماء فبقي وتخلف عنهم كما يريدون، فجاء رجل من البادية ومعه إبل واستعداد للماء فأسقي إبل ابن خطاف وزوده بالماء مقابل خمس عشرة طلقة رصاص بندق، ولما قضى ابن خطاف حاجة إبله من الماء وتزود بالماء لحق بالمسافرين الذين لم يخدموا رفقته، لكنه لما وصل إليهم تعداهم وتركهم جانبًا ونزل بعيدًا عنهم مع جماعة من البدو واستمر مرافقًا للبدو تاركًا صحبة الحضر.


(١) ملامح عربية، ص ١٧٠.