للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جماعة من مطير فقالوا من أين يا ابن خطاف، فقد عرفوه وسألوه عن الأخبار على عادة البدو، فقال أنيخوا الإبل وعقلوها قبل الأخبار فأناخوا إبله وعقلوها وجلسوا معه وأبدوا استغرابهم كيف جاء بهذه الإبل بمفرده، فأخبرهم بقصته مع مشاري بن بصيص وولده، ثم اتجه إلى جهة بريدة واتجه البدو إلى جهة يقصدونها وهو يثني على تعامل قبيلة مطير مع أهل بريدة.

ووصل الرجل إلى بريدة وباع البعارين وقت (شربة) الزرع وربح بها.

وقال أيضًا:

عبد الرحمن بن محمد الخطاف كان عمره خمس عشرة سنة في عهد حكم عبد العزيز بن رشيد وقد علم أن أخاه إبراهيم قد كُتِب مع الغزاة من بريدة فقال الوالده ولأخيه إبرهيم أنا أغزو عن أخي إبراهيم لأنه صاحب أسرة وأنا ليست لي أسرة وليست عليّ التزامات فذهب إلى أمير بريدة وقال له أريد أن أنوب عن أخي إبراهيم في الغزو وأن تعفي أخي من الغزو فضحك منه الأمير وقال أنت صغير، وكان عبد الرحمن بن محمد الربدي في مجلس الأمير ويعرف عبد الرحمن الخطاف في سوق الماشية ويعرف تصرفه فقال هذا عبد الرحمن الخطاف، وإن كان صغيرًا فهو جيد أقبله عن أخيه فقبله الأمير فأخذ ناقة وأخبر أن معه رديفًا يركب معه على الناقة، ولاحظ أن الرديف رجل كبير السن فاستحيا الصبي وقال في نفسه سوف احتال حتى أحصل على ناقة الرديفي واستقل الناقة، ولما خرج الغزاة من بريدة وعبد الرحمن الخطاف ورديفه على الناقة وصار في الليل قام عبد الرحمن بن خطاف وترك ناقته لرديفه وابتعد عنه وصار ينشد ضالته الناقة وألح يرفع صوته بطلبها، وفي الصباح ذهب إلى أمير الغزو وقال له ناقتي ضاعت وأريد بدلًا منها، فسأله هل أنت الذي كنت في الليل تنشد ناقتك؟ قال نعم فأعطاه ناقة أخرى فركبها وترك الناقة المشتركة لشريكه في ركوبها يقول: لقد