للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن بصيص رئيس بريه أشار على عبد الله الفيصل بعكس ذلك، وأنه قال له: إننا أخذنا هذه الغنائم من الإبل من عنزة وإننا نرى أن نترك أهل بريدة ولا نقاتلهم.

قال ابن بشر فأجابه عبد الله الفيصل بقوله: لابد أن يطأهم جيشنا، وتجول عليهم فرسان خيلنا، حتى يحكم فينا وفيهم ربنا.

ويلاحظ المرء أن الأمير عبد الله بن فيصل لم يأخذ بأمر والده الذي هو إمام المسلمين في عدم قتال أهل القصيم، فضلًا عن أن يتعقبهم، كما قال ابن بشر وهو يتحدث عن عبد الله بن فيصل:

فاجتمع الجيش المأمور عليه من النواحي، ومن أهل الرياض ورجال الإمام وخدامه، فلما أرادوا الركوب أوصاه أبوه فقال له: إن أهل القصيم قد صدر منا لهم أمان لما أرسلوا إلينا أنهم قد ندموا على ما فعلوا، فإياك أن تتعرض لهم ولطوارفهم ولا لأحد من المسلمين، فركب الولد الشجاع، والسيف الصارم القطاع، عبد الله بن الإمام بجميع من معه من سرية أهل الإسلام وركب معه الشيخ القاضي عبد الله بن جبر، فوافاه في مسيره إبلا وقافلة لأهل القصيم فتركها، نزل بساحة العرب وهيا جموعه ليغير عليهم وجدهم منتذرين وقد هربوا عنه فحقق الغارة عليهم فلحقتهم الخيل وسباق الركاب على بعد، فأخذوا أغنامهم وأثاثهم وشيئا من إبلهم وقتلوا عليهم رجالًا، فلما رجع بالغنائم وورد الماء (١) وجد عليه أعرابا من عنزة ليس لهم علما بالأمر فشن عليهم الغارة وأخذهم، فهرب رئيس العرب وقصد عنيزة واستصرخ عبد العزيز وجنوده وهو فيها.

فصاح بقومه واستفزعهم، وخص على رجال من أهل البلد وأخرجهم، وقال لهم: متى يحصل لنا هؤلاء في فلاة من الأرض، وقد امتلأت قلوبنا لهم من البغض، والجيش الذي مع عبد الله نحو ثلاثمائة مطية فنفر من عنيزة بجيش وعدد


(١) يعني مورد الطرفية.