كثير يضيق منه الفضاء ويحطم ما وطاه ولأمر ما قدره الله للمسلمين وقضى، وتلك الجنود التي هي شوكة بلدان القصيم نحو ألف وخمسمائة رجل (١).
وحدثت في هذه الموقعة قتلة عظيمة قتل فيها من أهل بريدة جماعات كثيرة فيهم أعيان مثل علي بن ناصر (السالم) وسعد التويجري وفيهم أناس من سائر الناس، وقل أن يوجد بيت لم يقتل منه أحد ممن حضروا الوقعة، وإنما سلم من لم يحضروها وأخبرونا أن بيتنا وهو بيت جد والدي عبد الكريم بن عبد الله العبود (ي) قتل منه اثنان أحدهما عم والدي ناصر بن عبد الكريم العبودي والثاني خاله عبد العزيز بن محمد بن سيف.
وسمعت والدي في مناسبة من المناسبات يحدث عن والده جدي المباشر عبد الرحمن بن عبد الكريم العبود (ي) قال كنت بعد وقعة اليتيمة شابًا غريرًا فطلبت مطلبًا من أمي طرفة بنت محمد السيف، وألححت في ذلك، فقالت لي: أنت أوذيتني وأنا جايني علم ولدي ناصر وأخوي عبد العزيز أنهم مذبوحين في اليتيمة.
أقول: هذا الذي حدث من الأمير عبد الله بن فيصل حدث رغم أمر والده له بعدم التعرض لأهل القصيم ولا لطوارفهم ولا لأحد من المسلمين، وقد تعرض لطوارفهم المكانية فأغار على الطرفية التي لا تبعد عن مدينة بريدة القديمة إلا بنحو ٢٨ كيلومترا، وتعرض لطوارفهم القومية أو القبلية بإغارته على أناس من قبيلة عنزة التي هي أقرب القبائل من أهل بريدة.
قال ابن بشر:
الولد الشجاع النجيب والفارس الشعشاع المهيب، صار هو الأول وهو الذي عليه في هذا الحرب المعول، فشجع المسلمين ونخاهم وأمرهم ونهاهم، فأتى إليه رجال من رؤساء القوم، فأشاروا بالرأي السديد وهو عنوان التوفيق