ولكن الظاهر أن ابن بشر أراد أن يبرر فعل الأمير عبد الله الفيصل بذكره هذه الجموع الوهمية التي خرجت من عنيزة لقتاله.
لاسيما أن والده الإمام فيصل بن تركي كان نازلا في مكان بين عنيزة والمذنب ولا يمكن أن يحصل جمع هذا الجيش الذي يضيق به الفضاء في عنيزة بدون علمه، وبدون أن يصنع شيئا لمنعه.
ثم ماذا يقول ابن بشر في المشورة التي نقلها عن الذين كانوا مع الأمير عبد الله الفيصل ومؤداها أنهم يتجاوزون جيش أهل بريدة ويتركونه وأنهم إن لحقوا بهم قاتلوهم وإن لم يلحقوا بهم كان ذلك أفضل.
والرأي الآخر الذي ذكره ابن بشر أيضا عن كبير العربان الذين مع عبد الله بن فيصل بعد أن سلط إبل عنزة على غزو أهل بريدة فردتهم عنه بأن يتركهم، ولكنه كان يصر على قتالهم وقتلهم.
والعجيب من ابن يشر كيف يثني على الأمير عبد الله الفيصل هذا الثناء العاطر لإصراره على القتل الذي نهاه عنه والده الإمام فيصل الذي يمكن تلافيه، وكيف يصف جنوده وحدهم بجنود المسلمين على حين أن الذين يقابلونهم هم مسلمون أيضًا.
ثم قال ابن بشر:
رجعنا إلى تمام قصة أهل القصيم، ولما وصل عبد العزيز بلد عنيزة أمر أصحابه وأهل البلد يعرضون ويلعبون ويغنون، وهو يشجعهم للحرب والقتال، وليس على ما أظهر وقال، ولكن التشجيع بعد الذل يخذل من همم الرجال، فتقاعس عنه الناس ولا رفعوا لأمره ونهيه رأس، وكان قد كتب إلى أخيه