للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد المحسن في بريدة أن سعد التويجري وعلي بن ناصر وفلان عد أكثر من العشرة تخلفوا عنا في الهزيمة وندخلوا البلد فألزمهم يأتون إلينا كل هؤلاء العدد، فكتب إليه أخوه عبد المحسن إني إذا نصحتك أو خالفتك في شيء من الأمر قلت لي: أنت مجنون، وهذه الرجال الذين أنت عددتهم كلهم، في المفازة صرعى، هربت وتركتهم، ونجوت بنفسك وأسلمتهم، فحقك عليهم بالأمس مضى، واليوم نفذ فيهم حكم القضاء، وحقهم عليك تدفن أجسادهم وتعزي أولادهم، ثم بعد ذلك اختلط عليه رأيه وتدبيره، وكثر عاذله ومثيره (١).

ثم ذكر ابن بشر رحمه الله بعد ذلك أن عبد العزيز بن محمد لم يكن له وجه يواجه به الإمام، فأشار عليه إخوانه وأولاده ورؤساء قومه، وقالوا: إن هذا الإمام حليم وكريم وعادته العفو والصفح فاجلس في بلدك ودعنا نركب إليه ونجلس بين يديه فلعله يعفو عنك ويسمح.

فركب أخوه عبد الرحمن ومعه أولاده ورؤساء قومه إلى الإمام فيصل.

إلى أن قال ابن بشر:

وضمن له - أي للإمام فيصل - أولاد عبد الله بن محمد وأخوانه عبد المحسن وعبد الرحمن على عبد العزيز جميع المخالفات والحادثات وبذلوا للإمام الأموال والسلاح والخيل العتاق واتبعوا ذلك بالعهود والميثاق، فسمح الإخوانه وولده، وجعله - أي عبد العزيز بن محمد - أميرا في بلده (٢).

هكذا ذكر ابن بشر مع أنه لم يذكر قبل ذلك أن الإمام فيصل كان عزل عبد العزيز بن محمد عن الإمارة.


(١) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٦٧.
(٢) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٧٠ (الطبعة الرابعة).