وقد وهم ابن عيسى في تاريخه عندما تحدث عن وقعة اليتيمة حيث ذكر أنها بين عبد الله بن فيصل وبين أهل عنيزة، والواقع أنها بينه وبين أهل بريدة.
وأول وهمه أن ذكر أن الإمام فيصل بن تركي سار بجنوده عام ١٢٦٥ من البادية والحاضرة ونزل بين عنيزة والمذنب وأغار عبد الله بن فيصل على بعض البوادي الذي بالقرب من منزلهم، وذلك أنه أغار على عنزة في الطرفية وهي بعيدة عن منازلهم وأخذ إبلهم، إلا إذا كانت الإغارة إغارتين أولاهما ما ذكرها، والثانية وقعة الطرفية وبعدها اليتيمة.
قال ابن عيسى: فلما بلغ أهل عنيزة ومن عنده من أهل القصيم غارة عبد الله بن فيصل، خرجوا للقائه فالتقوا باليتيمة وتقع إلى الشرق من مدينة عنيزة وهي رمل شقها الآن طريق القصيم إلى الرياض، غير بعيدة من وادي (الظليم).
وقال: حصلت بينهم وقعة، وصارت الهزيمة على أهل القصيم ولم يقل على أهل عنيزة مما يعني وهمه أو اضطرابه في النقل (١).
والحقيقة فيما يتعلق بوقعة اليتيمة هو ما قدمناه، وأن عبد العزيز بن محمد أمير القصيم كان في عنيزة أيام الوقعة ولم يكن عرف بتفصيل ما حدث في الوقعة حتى أخبره أخوه خليفته في الإمارة مدة غيابه وهو عبد المحسن.
ولكن المؤرخ ابن بشر رحمه الله كان أكثر ضبطا لما حصل، في تصوير الواقعة، وإن لم يذكر التفصيلات على الوجه الذي يعرفها به أهل بريدة.
والإمام عبد الله بن الإمام فيصل بن الإمام تركي بن عبد الله آل سعود بطل معركة اليتيمة ومعارك أخرى عديدة كبيرة تولى الإمامة بعد وفاة والده الإمام فيصل بن تركي في عام ١٢٨٢ هـ.
(١) تاريخ إبراهيم بن صالح بن عيسى وابن بسام، خزانة التواريخ النجدية، ص ١١٨ - ١١٩.