للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حدث مرة في مجلس من هذه المجالس وكان يوجه الحديث إليَّ والحاضرون يستمعون قال: اشتريت مرة سيارة جديدة (قلابا) صرت أكدّ عليه انقل عليه الحصا والطين كما كنت أفعل عندما كنت أنقل مثل تلك المواد الثقيلة على جملي، واستدنت التكملة قيمته أربعة آلاف وخمسمائة ريال من سالم القعدي مؤجلة لمدة سنة على أمل أن أكسب من عملي على القلاب أكثر من ذلك.

قال: وبالفعل صرت أعمل وأجمع النقود، ولكن حدث أن (مكينة) السيارة هذه فسدت فكلفني إصلاحها مبلغًا كبيرًا استنفد جمع ما ادخرته لوفاء الدين الذي عليَّ، ولما حَلَّ أجل الدين طالبني سالم القعدي بوفاء الدَّيْن الذي له عليَّ، فأخبرته بالواقع فلم يصدقني وظن أن لدي نقودًا أخفيها فشكاني على أمير خضيرا (فوزان بن صالح الفوزان) فاستدعاني فوزان وهو عنده وسألني عن الموضوع فأخبرته بالواقع وأنني لا أنكر دين القِعَّدي عليَّ ولكن ليس لدي ما أوفيه، إلَّا أن أبيع القلاب الذي هو وسيلة عيشي أنا وأولادي.

قال: فأحضر فوزان الصالح النقود وهي أربعة آلاف ريال ونصف وسلمها السالم القعدي، وقال: هل بقي لك شيء تطالب به سلامة العبد الله؟ فقال: لا.

قال سلامة فمدحت (أبو صالح فوزان الصالح) بقصيدة أملاها سلامة علينا وكتبناها من لفظه.

هذا ما قاله لي سلامة، وبعد سنوات التقيت بالأمير فوزان الصالح الفوزان وهو أمير خضيرا - كما قدمت - فذكرت له ما أخبرني به سلامة الخضير وقلت له: لقد ذكر لي سلامة أنك دفعت الدين الذي عليه للتعدي! فجزاك الله خيرًا فبادرني أبو صالح فوزان قائلًا: ولكن أنا جان حقي، قلت: كيف؟ قال: أعطاني سلامة بعد ذلك تلك النقود التي دفعتها عنه.