ومن ذلك أن عادة جميع عتيبة أحيلت إلى بلدة (الدوادمي) وصارت الحكومة ترسل المال وأناسًا من قبلها يوزعون تلك العادات المالية السنوية على الأعراب في الدوادمي فكان (آل خضير) يحضرون من بريدة إلى الدوادمي إذا كان موعد تسلم الأعراب لعادتهم ويأخذونها أو بعضها منهم عن طيب خاطر لأنهم كانوا وعدوهم بسدادها وهم محتاجون إلى التجار لما ذكرته.
ويحدث في بعض الأحيان أن يدفع الأعرابي للتاجر ماله عنده من دين أو بعضه من تلك العادة، ولكنه يكون محتاجًا إلى المزيد من المال فيستدين ذلك من التاجر بمكسب التاجر يستفيد منه ولو بعد حين، لاسيما إذا كان ذا تعامل راسخ مع الأعراب كالخضير.
حدثني أحمد بن محمد العبدان المشهور بنقشه وكتابته على البيض، وكان يبتعث من وزارة المالية إلى الدوادمي لغرض إعطاء الإعراب عاداتهم السنوية فيبقى في الدوادمي نحو أربعة أشهر من كل سنة.
قال: الدوادمي كما هو معروف بارد في الشتاء وكنت اشتريت فروة ثقيلة بمائة وعشرة ريالات من الرياض، فوجدت فروة أخف منها وأكثر تدفئة فاشتريتها، وقلت لعبد الله بن عبد الرحمن الخضير وكان جاء من بريدة إلي الدوادمي لاستيفاء ماله عند الإعراب كعادة له سنوية: بع هذه الفروة.
فسألني ابن خضير عن القيمة التي أرى أنها تساوي؟ فقلت له: إذا حصلت ستين ريالًا أو سبعين ريالًا فهذا جيد.
قال أحمد العبدان وبعد أيام قال لي ابن خضير: بعنا فروتك على بدوي نصف قيمتها نقد والنصف الثاني دين لمدة سنة.