فقال ابن ربيعان: أنا أعرف، ولكن أنا الذي أقول لك: اشكني على الملك، إرسل له برقية شكوى فيَّ.
وبعد مراجعة بينهما فهم ابن خضير ما كان يقصده الأمير ابن ربيعان فأرسل برقية للملك فيصل مؤداها أنه لنا على الأمير عمر بن ربيعان شيخ الروقة دين ولا أوفانا إياه، وحنا كما تعلمون - حفظكم الله - تجار، نشتغل باللي عندنا من المال ندور به الرزق، فنرجو إنكم تأمرون الأمير ابن ربيعان يعطينا حقنا ويوفينا الدين الذي عنده لنا.
فلما قرأ الملك فيصل البرقية أمر بإرسال البرقية إلى (عمر بن ربيعان) وسؤاله عما جاء فيها، ولماذا لم يعط ابن خضير دينه، إذا كان ما ذكره صحيحًا؟
فأجابه ابن ربيعان بأن ما ذكره ابن خضير صحيح، ولكنني ليس عندي من المال ما أعطيه حقه منه، لأن الذي يدخل علي من المال أنفقه على مصالح المسلمين من قبيلة الروقة ورجال الشيوخ والضيوف وغيرهم.
وعندما قرأ الملك فيصل ما جاء في برقية ابن ربيعان أمر على المالية أن تصرف دين ابن ربيعان لابن خضير من الحكومة.
وكان هذا هو ما أراده عمر بن ربيعان رحمه الله.
وفي آخر عهد الملك عبد العزيز وبعد أن توفر بعض المال لدى الحكومة صارت تخصص لكبار الشخصيات من أهل البادية مخصصات سنوية من المال فصاروا يستدينون عليها من التجار ويسمونها (شرهة) أو عادة سنوية.
فكان بعض الأعراب على ضآلة ما له من المخصص أو الشرهة يذهب إلى الرياض، فينفق مالًا على أجرة نقله وينفق مالًا في الرياض على إعاشة نفسه ومن كان معه إذا كان معه أحد، فرأى الملك عبد العزيز رحمه الله أن ترسل تلك العادة السنوية إلى البلدان التي تجتمع فيها الأعراب أو قريبًا منها.