وكان من الذين يتعاملون مع الأعراب من أهل مسجدنا (أحمد العييري) وأبناؤه، وعبد الله الصقعوب، وابن عمنا عبد الله بن عبد الكريم العبودي.
وكان أهل جماعة المسجد يتأففون إذا أكثر الأعراب لأن بعضهم ينامون في خلوة المسجد في الشتاء.
ومع ذلك كانت التجارة مع الأعراب مربحة إلا أنها تحتاج إلى صبر بل مصابرة، وإذا لم يحصل التاجر على دينه من البدوي لمدة سنة أو سنتين فإنه قد وطد نفسه على أن يظل كذلك لسنة أخرى أو لسنوات أُخر.
ونعود إلى ذكر معاملة (الخضير) للأعراب فنقول: إنها اتسعت وازدهرت ومن طرائف ذلك أن اجتمع لعبد الرحمن بن خضير دين كبير في ذلك الوقت هو ٣٨٠ ألف ريال أو نحو ذلك على أمير الروقة من عتيبة، الأمير عمر بن ربيعان وهو شخصية رفيعة القدر عند الناس وعند الحكومة ليس لمجرد كونه كبير الروقة من عتيبة على كثرتهم، ولكن ذلك - أيضًا - لكونه لم يخرج مع أمراء الأعراب الذين خرجوا على الملك عبد العزيز يريدون قتله وأخذ الملك منه كالدويش وابن حميد فعمر ابن ربيعان بقي على ولائه لابن سعود ومعه الجمع الغفير من أتباعه الروقة.
ومرة قال الأمير عمر بن ربيعان لعبد الرحمن بن خضير، يا أبو عبد الله اشكني على الملك فيصل، أنت تبي مني دراهم كثيرة، وأنا ما عندي منها شيء علشان أعطيك حقك وإن ما شكيتني على الملك فيصل ما جتك دراهمك.
فنفر ابن خضير من كلامه وقال: يا الأمير أنا أشكيك؟ والله لو راحت دراهمي الذي أبيها منك ومعها مثلها من حلالي، إني ما أشكيك - يا الأمير - أنت غالي عليّ، وأنت تعرف ذلك.