وقد عرف أنه وإبراهيم محمد البليهي من القلائل الذين كسبوا من الفلاحة ولم يخسروا إذْ كان الناس يعتقدون أن كل من اشتغل بالفلاحة لا بد من أن يفتقر إذا كان غنيًّا أو يركبه الدين إذا لم يكن كذلك.
وذلك لكون المحصول الرئيسي للفلاح من الفلاحة هو التمر، وثمرته معرضة لآفات كثيرة من الجراد والدبي والأمراض التي تصيب النخيل إلى جانب كون (الفلايح) تسقى بالسواني وهي الإبل التي تجر الغروب المليئة بالماء إلى وجه الأرض وتلك الإبل معرضة أيضًا للأمراض من الجرب والهمار والغدة وغيرها، ولا بد من إعلانها بعلف جيد نافع.
ولكن الناس صاروا يستثنون إبراهيم البليهي وعبد الرحمن الخضير من الخسارة من الفلاحة لأنهم يقولون: إنهما ربحا منها.
غير أن ثروة عبد الرحمن الخضير لم تأت من الفلاحة، بل كان يداين الفلاحين والأعراب، ويبيع ويشتري وقد رزق أولادًا كان أنفعهم للتجارة ابنه عبد الله الذي صار مشهورًا عند الناس بقيامه على التجارة وصبره وجلده عليها.
ومن تجارة عبد الرحمن الخضير وأولاده التعامل مع أهل البادية وبخاصة مع قبيلة عتيبة فكانوا يداينونهم ويبايعونهم إلى أجل.
ودين البدوي يضرب به المثل لما لا يضمن وفاؤه لذلك قالت العامة:(دَيْن وعلى بدوي)، ومع ذلك عرفنا قبل استخراج البترول في بلادنا أن الذين يتاجرون مع الأعراب وأهل البادية قد حسنت أحوالهم المالية، وازدهرت تجارتهم.
وذلك لكون الأعراب لا يعرفون أقيام السلع، وإذا كانت السنة سنة خصب صار لهم مال وفير من تربية الأغنام والإبل التي لا ينفق الأعراب عليها شيئًا من المال، وبخاصة عندما ساد حكم الملك عبد العزيز آل سعود