رخص المعيشة وسهولة تناولها حتى إنه يقال إنها على طرف الثمام، فالخميسية إذا مأوى أمين بل حصن حصين لأهالي نجد، وبالأخص في هذه الأيام الأخيرة التي حدثت فيها الحروب بين ابن رشيد وبين ابن الصباح من جهة وبين آل أبا الخيل وبين ابن سعود وآل سليم من جهة أخرى، ففي أثناء تلك الفتن والحروب التي طالت كانت هذه البلدة ملاذا للذين يفرون من الحرب ويؤثرون السلم والراحة، فكان الناس يأتونها فرادى ومثني وزرافات، والحق يقال أن ليس هناك من المدن القريبة إليهم مثل الخميسية كما أنه ليس في ذلك الصقع مدينة مثلها حافلة بما يحتاج إليه من ذخيرة وميرة ولباس.
وترى في هذه المدينة الحديثة لؤلؤة البرية بيوتًا نزحت عن وطنها نجد بذراريها وظعائنها وعيالها مفضلة الإقامة في هذه البلدة، غير ملتفتة إلى مسقط رأسها، تلك هي نتيجة الحروب إنها إذا تفيد بعض الأفراد خدمة لمنفعتهم الشخصية فإنها بالجملة تضر بالجم الغفير من الناس.
ديانة أهلها ومذهبهم: من عرف أن أغلب أهالي هذه المدينة هم من نجد علم أيضًا أن لا دين لهم إلَّا الإسلام وأن مذهبهم مذهب النجديين لا غير إذ أنهم سنيون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (رضه) أو الوهابية، وقلت أو الوهابية لأن الوهابيين هم حنابلة إلَّا أن المحدثين أعداء النجديين سموهم كذلك كأنهم يريدون أن ينسبوهم إلى مذهب جديد ويكفروهم وليس الأمر كذلك إنما الحنابلة وهابية والوهابية حنابلة في المذهب وإن كان الاسم الحديث فالمعتقد واحد وعليه فديانة سكان الخميسية ديانة السلف، مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية، مذهب تلميذه ابن القيم، ومذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
تجارتهم: يصدر من الخميسية أنواع الحبوب كالأرز والشعير والذرة وغيرها، ويصدر منها أيضًا التتن (التبغ أو الدخان) والملبوسات وأنواع الأقمشة وغيرها من