سليمان الدخيل، بإضافة إلى مساهماته الأدبية والتجارية أوكلت إليه مراكز إدارية مرموقة كقائمقام لعدد من المدن، ومدير ناحية وغيرها من المناصب على عهد الدولة العراقية الناشئة إبان العشرينات.
ولد الدخيل في القصيم العام ١٨٧٣ م، من أب هو صالح بن دخيل بن جار الله النجدي.
الذي وفد إلى العراق وسكن وعائلته الجنوب في منطقة على الأرجح تقع قرب الناصرية التي ستصبح القبائل المحيطة بها، موضع دراسة سليمان بعد أن أضحت تلك الديار موطنه الثاني، ومن تقصيه أوضاع مدينة سوق الشيوخ وما حولها، تلمس تلك المحبة التي غمرت قلب الصغير لتتمثل في عقل الباحث رغبة في معرفة منطقته على نحو علمي.
نشأ الدخيل كما يبدو في عائلة مهتمة بالعلم والمعارف، فوالده صالح بن دخيل نشر مقالات في مجلة (المقتطف) المصرية دفاعًا عن المذهب الوهابي الذي كان محاربًا من الباب العالي في الاستانة، وكان الوالد على سعة عيش مكنته من بعث ولده إلى بغداد للدراسة وهيأ له من أسباب العلم والسفر والتفرغ إلى الأدب والتأريخ ما أغناه عن العمل مطلع شبابه.
أسهم الدخيل في الحياة الأدبية العراقية وهو في عشرينياته، وأصدر جريدة الرياض، الأسبوعية (٨ كانون الثاني ١٩١٠ م) بمعية الصحافي العراقي المعروف إبراهيم حلمي العمر، وكان الأخير مواليا الإنكليز في سوريا وتحول عنهم في العراق، أصدر الدخيل بعد سنتين مجلة (الحياة) بمساعدة العمر أيضًا، بيد أن المجلة لم تعمر طويلًا، ومن توقيع الدخيل على مقالاته في مجلة (لغة العرب) تدرك أن جريدته استمرت إلى فترة طويلة، وكان يهتم بتواتر