وعياله، هذا الرجل عتيق إن شاء الله، وقام وجبر ساقه وكان ماهرًا بهذا العمل.
ومن الصدف أن الذي كسر رجل صالح ابن هذا الشايب كان مع الحرامية وبعد ما خلص من تجبير صالح وإذا الحرامي يصل إلى بيت أبيه، وكان الحرامى له بيت خاص لىيس تبع والده، ولكن أراد أن يعطي والده من الكسب، وكانت الناقة التي مع الحرامي هي ناقة صالح، فلما سلم على أبيه وهو لم ير (صالح) من أجل أنه لايذٍ (١) عن دربه وصالح شاف ناقته وجلس الحرامي عند والدته يسلم عليها وذهب الشايب إلى صالح عساه ارتاح فلما سأله عساك ارتحت إذا هو يبكي فقال الشايب: ما هذا البكاء؟ زاد عليك الوجع يا ولدي؟ فقال: لا والله سكن الوجع الله يبرد قلبك بالجنة، ولكن الناقة الذي أناخت هي ناقتي فقال: الشايب اقصر صوتك وابشر بها إن الذي جابها هو ولدي فسكن صالح وفرح بقول الشايب.
رجع الشايب إلى ابنه وقال الحذية يا ولدي من ها المكسب الذي معك فقال أبشر يا والدي بالذي تبي فقال: أبي الناقة والذي عليها، وإن كان أخذت منها شيء فرده عليها، فقال ابنه: تهون علي يا والدي، والله ما أخذت من عليها شيء إلا هذا العصا وهاك إياه.
وقام الحرامي وقبل رأس أبيه، وذهب إلى بيته على رجليه والناقة لم ينزل الذي عليها ومعقولة عند البيت، وكان عليها من الفلوس ثمان مئة نيرة وعليها أصناف غيرها، فقام الشايب إلى الناقة وقربها إلى صالح وعقلها بجانبه، وقال هذه ناقتك، وأنزل جميع الذي على الناقة وجعله عند رأس صالح وقال أبشر يا ولدي إنك بعد الشفاء سوف تذهب إلى أهلك حيث إننا على طريق عقيلات كل أسبوع يمر منهم جماعة، اطمئن.