للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسلم عليه وودعه ولحق الركب وسلم عليهم، فقال أحد الركب: يا صالح إنك خرجت من مدة كم شهر، فقال: إني رجعت إلى فلسطين ولبثت هناك هذه المدة، وخرجت ولكن خفت وجلست عند صاحب البيت لعلي أجد أخويا، ولما شفتكم فرحت ولحقتكم، أنت تعرف الدرب، والواحد بالبر ذليل.

فقال: صدقت الله يحييك، وكانت ناقته في هذه المدة مرتاحة وسمينة وتصير في أول الركب، ولم يعلم أحد من هذا الركب أنه مكسور ومأخوذ ولا يدري وش سووا أخوياه، هل وصلوا أو ماتوا.

وأما والدته لما جاءها الخبر أنه منكسر والسباع تأكله قبل أن يصبح قامت تبكي وتسترجع، وإذا سئلت عن صالح قالت أنه ميت يرحمه الله، وقالت هذه الأبيات:

يا ذيب يا اللي بالخلا لا تبلَّاه ... يا ذيب لا تفجان وتأكل جنيني

ما لك فخر يوم انكسر تي تغداه ... جنب عن اوليدي وخله يجيني

مازل يوم ما قعدت اتحراه ... كل ما ذكرته زاد قليبي حنين

يا حر كبدي يا ملا الجود حراه ... على اوليدي ما يجي له وزين

كل ما ذكرته فز قلبي لطرياه ... لما يصب الدمع من موق عيني

وين العنود اللي لصالح خطبناه ... وهي تحرى له بخمس السنين

مع السلامة يا عنود مرَبَّاه ... تنجعي البارق وربي يعين

قولوا لها ذيب الخلا كد تعشاه ... وخلان بالدنيا قليبي حزين

الله حسيب اللي معه كيف خلاه ... خلاه مكسور يجر الونين

خلا ثمر قلبي لذياب تولاه ... في وسط رهراه ولا له عوين

ما واحد رحمه ولا قال: ابتناه ... ما واحد منهم لصالح يلين

أرجو من اللي ما تحسَّب عطاياه ... إنه شهيد ما يعذب جنيني

وأنه يوفقني إلى مت ألقاه ... في جنة الفردوس نسكن اثنين

يا جود صبري يا ملا الجود جوداه ... على الذي بالبر ماله وزين