الكايد أمه هي المشكل وأمه تسمع داخل الباب، ولكن لم تصدق أن ابنها على قيد الحياة، بل جازمة أنه أكله الذئب.
وفتحت الباب وهي لم تتحجب، وقالت: وش تقولون؟ فقام أحد الجيران وأضاف عليها خمارها، وقال يقول: إني جاي من عند صالح فقالت وش صالح، هماه أكلته السباع؟ فأخذ يسمي عليها فقال أحد الجيران ادخلوا عن السوق فدخلوا وأدخل صالح الناقة، وأغلق الباب وجلس هو وأبوه، فقال والده يا أم صالح: وراك رحتي هذا صالح والحمد لله على العقلان بعد اليأس منه.
وكان لصالح أخوات أصغر منه بكثير وولد أقل منهن فلما سمع خوات صالح الأصوات داخل الحوش وامهن واقفة تريد أن تصلي الظهر، وهي مقابلة إلى الشرق فقالت أحد البنات: يمه الذي عند أبوي والله أخوي صالح.
وقالت الثانية: أي والله إنه أخوي صالح، فقالت: وش صالح وخرن أصلي، ووجهها إلى الشرق.
وجاء إخوان صالح وسلموا عليه عرفت أنه ابنها وقالت في تكبيرها والله إنه صالح واعتنقته تبكي وهو يبكي ويسمي عليها، وقال لها القبلة كذا يا أم صالح.
فقالت لا أقدر أصلي وأنا واقفه بل أصلي وأنا جالسة وأنت صر أمامي حتى أتم صلاتي، لا تفارق عيني حتى أشبع منك، فقال: أبشري، وقال لإخوانه: نزلوا عن الناقة وأحضروا الذي عليها عندنا.
وبعد الصلاة اجتمع صالح مع والديه وإخوانه وصار يقص عليهم ما جرى له من أوله إلى آخره، ولكن والدته تقبله مع عينيه وتبكي وكانوا في حالة من الفقر فرد الله عليهم ابنهم ورزقهم بلحظة وهذا من الله.