ولما صار آخر النهار إذا هو يصل إلى بيت من العرب، وإذا فيه حرمة، أناخ الناقة وقال للحرمة دوك هذه الطفلة تراها جائعة، وتراها أمانة عندك وترى اسمها شيمة وأعطاها عشرة ريالات فرنسي وأخذت الطفلة والرجل ركب الناقة مشى، والحرمة جازمة أنه الرجل والد البنت وقالت يرجع ولم تسأله عن وضعها على أنه سوف يعود.
ذهب الرجل إلى أهله وقال إني وجدت حرمة ومعها بنت فقالت لي تراها أمانة عندك، وشلت البنت واعطيتها عرب يرضعونها وأعطيتهم عشرة ريالات، وأمها قالت تراها بنت ملفي منير الشلاقي الشمري، وبعد كم يوم ودي أذهب إلى الذي هي عندهم أجيبها، لأنها أمانة عندي وأنا مونس وجع إذا خف عني الوجع أبي أروح لمهم أجيبها.
ولكن توفي بهذا المرض ولم يخبرهم عن العرب الذي شيمة عندهم منين هم ولا في المكان الفلاني.
وكان هذا الرجل ليس له من الذرية سوى ولد اسمه فواز.
كبرت شيمة ولم يأت إليها أحد ولم يسأل عنها أحد، وتم لها اثنين وعشرين سنة، وهي في غاية الجمال والعقل والذي هي تربت عندهم لهم ولد أكبر من شيمة بسنة واحدة صارت أخته من الرضاعة، وبعدما صارت هذه البنت عندهم صارت الدنيا تنهال عليهم وصاروا أكبر الأغنياء في زمانهم وأينما نزلوا فهم في غاية الخير، ولم يحسبوا لهذه الأرزاق أي حساب ولم يدروا أن البركة من الله ثم من هذه البنت اليتيمة.
وفي يوم قالت أمها من الرضاع ليتي يا شيمة ما أرضعتك حتى تزوجين ولدي ماجد.