قالت يا أمي من أهلي أجل قالت أمها من الرضاع جابك أبوك وأنت لك يوم مولودة وقال هذه أمانة عندك وترى اسمها شيمة وأعطاني عشرة من الريال الفرنسي وركب ناقته ولم أره حتى الآن.
دخلت شيمة في جو آخر وصارت تضرب أخماسًا في أسداس وليس لها حيلة من الحيل، ولعب الشيطان على أخيها من الرضاع وصار يمازحها بكلام ليس يصلح لمثلها حيث أنها فيها عفة وعقل وفيها دين.
وفي يوم قالت لوالدها من الرضاع يا أبوي ماجد يمزح بشي ما يليق معي، فقال إنه مزح وأنت فيك جور.
فقالت لأمها يا أمي ماجد يكثر المزاح الذي ليس له محل، فقالت أمها أنت كبرتي وصار كل شيء على بالك.
سكتت على مضض وكانت شيمة هي الذي تجيب لهم الماء على الجمل من الدحل الذي يبعد عنهم مسافة يوم تروح الصباح ولا تحضر إلا بالمساء.
ركبت الجمل على العادة وهم يحسبونها تجيب لهم الماء ولكن لم تجي.
وفي الصباح ركب أبو ماجد الذلول وراح ولم يجد لها خبر وبعد كم يوم وإذا الجمل عندهم عرفوا أنها هربت ومثل ما جاءت راحت.
أما شيمة فهي أخذت ثلاثة أيام وهي ذاهبة إلى الشمال وفي اليوم الرابع عند الغروب تصل إلى أهل بيت ولم تجد عند البيت إلا عجوز سلمت على هذه العجوز وقالت أنا ضائعة، فقالت العجوز: الله مير يحييك يا ابنيتي تفضلي.
قامت العجوز وأحضرت لها طعام ولم يكون عندهم سوى قليل من الغنم، ولما كان المساء حضر ولد العجوز وقال ويش هذه الحرمة قالت إنها تقول أنا ضائعة، فقال اسئليها عن أهلها منهم حتى نتسبب لها بترجيعها إليهم، فقالت العجوز من هم عربك يا الحبيبة حتى أن فواز يساعدك على إرجاعك لأهلك؟