الأرض، حتى إنه اشتهر عنه أنه يقطع مع الحشيش ما يعترض مخلبه من شجر ونحوه فيقطعه كما يقطع الحشيش، وقد نسج الناس حوله حكايات ربما وصلت إلى حد المبالغة لاشتهاره بذلك، ولكننا نذكر أمثلة من ذلك واقعية حسبما استقيتها ممن عرفوه أو حضروا تلك الوقائع.
قالوا: كان الذين يحشون العشب أي يقطعونه من الأرض وبخاصة من أهل الخبوب مثله يذهبون بإبلهم إلى الأماكن البعيدة التي لم ترع ولم تحش، فكان الواحد منهم يذهب ببعير واحد ويذهب هو ببعيرين، فكان يقطع من الحشيش حمل البعيرين قبل أن ينتهي أصحابه من تحميل بعير واحد.
وكانوا يقطعون السبط وهو عيدان طوال تنبت في الربيع وتزدهر في آخره.
قالوا: وبينما كان هو ورفقاؤه ينزلون في مكان اختاروه لكثرة السبط الموجود فيه رأوا أعرابيًّا معه غنم ويريد أن يبيع خروفًا جذعًا منها.
فقال عبد الرحمن الدخيل الله له: أنا أبي أشري منك الخروف بريالين، وكان ثمنه يقل قليلًا عن ذلك ولكن شرط إن كان أنا أكلته كله ما عطيتك له ثمن وإن خليت منه شيء عطيتك ثمنه ريالين وباقي اللحم لك.
قالوا: ولم يكن الأعرابي يتصور أنه يستطيع أن يأكل بعض الخروف، فطمع في اللحم والثمن، فذبح الخروف ووضعه في قدر على النار ولم يمهله حتى ينضج تمامًا، وإنما بدأ يأكل منه قبل ذلك عند ما راح دمه، وأقبل دسمه كما يقولون في مثله من اللحم الذي لم ينضج، فعجب الأعرابي، أما أصحابه فإنهم يعرفون عنه كثرة الأكل وقوة المعدة ولا يشكون في أنه سيأكله، لذا أخذوا يطلبون من الأعرابي أن يستنقذ شيئًا من لحم الخروف لهم وله.
قالوا: وأخذ يخرج اللحم من القدر وهو حار فيأكله بعد أن يقلبه في يده حتى إذا لم يبق من الخروف إلا رجله أوقفه الأعرابي وقال له: بس يا الحضري أكلت