قالوا: فسمع رفيق جلوف الذي معه صوت طلقات نارية بعيدة لا يدري سببها ولا مصدرها، وكان الوقت وقت خوف واضطراب، فخاف أن يكون الذين رموا الطلقات أعداء من البادية أو غيرهم يريدون قتله، فلم يستطع العمل في الحشيش من الخوف، قالوا فجعل ابن دخيل الله يحش لنفسه ولرفيقه، فإذا ملأ المنثر الذي لصاحبه وضع الرجل معه في المنثر ثم حمله مع الحشيش إلى حيث تجميعه.
وكان عبد الرحمن بن دخيل الله هذا يلقب (جلوف) واختلف في تسميته بجلوف هذه وهو لقب صار يطلق حتى علي بني عمه بعد ذلك.
فقال لي ابن أخيه عبد الله الدخيل الله: إنه وهو صغير نادته أمه للعشاء وكان عصيدة أو دويفًا، فصار يصيح، ويقول: هذا ما أبيه أنا أبي (جلوف) أي مرقوقًا أو مطازيز ويردد ذلك فسمي من ذلك الوقت (جلوف).
وسمعت من غير الأسرة أن سبب تسميته جلوف: أنه خرج مع جماعة من رفقائه للحشيش وكان عشاؤهم الذي يحملونه دقيقًا ومعهم إدامه من الزبد، فلما أرادوا أن يطبخوه عصرًا وجدوا أنهم نسوا الكبريت فلم يستطيعوا أن يوقدوا نارًا.
قالوا: فأخذ جلوف يضع على يده قليلًا من الزبد ويضعه في الطحين ويأكله فنهاه أصحابه عن ذلك وقالوا له: تراه يصير ببطنك قوام يعني حيات كما هو إعتقادهم في أكل العجين فقال لهم: لا، يصير ببطني جلوف فسمى (جلوف) من ذلك الوقت.
ولم يكن (جلوف) أو عبد الرحمن الدخيل الله كبير الجسم، ولكنه كان مشدود العضلات بشكل ملفت للنظر، حتى وصفه لي أحد من عرفوه بأن لحمه كأنه العصب لقوته وتصلبه.
قالوا: وكان سبب موته قوته على قطع العشب (الحشيش) فقد كان في (الغميس) غربي الخبوب يحش وهو كبير السن فرآه رجل عائن معروف بأنه